Saturday, June 4, 2011

"أين سوريا"

مر على آخر قصيدة كتبتها سنوات كثيرة، ولا أدري ما هو السبب، واليوم، ها أنا أقوم بنشر قصيدة جديدة لي، وللمرة الأولى أضع قصيدة من تأليفي على الإنترنت، وما زالت خبرتي متواضعة جدا في مجال النشر على الإنترنت، فأرجو أن أنجح في تنمية قدراتي في هذا المجال ومرحبا بأي مساعدة من أي صديق.
وكما تعودت سابقا، قبل أن أقدم أي قصيدة أسبقها بمقدمة صغيرة:

مقدمة:
قبل أن أقدم لكم هذه الأبيات التي كتبتها تعبيرا عما تعانيه سوريا الحبيبة من مواقف عصيبة، أراني منحازا لذكر بيتين من الشعر لأساتذتي، الأول لأمير الشعراء من قصيدته عن دمشق:
سلام من صبا بردى أرق                   ودمع لا يكفكف يا دمشق
فكم أجد لهذا البيت صدى في نفسي يجبرني أن أقدمه على ما كتبت من أبيات، وكيف لا وهو صادر عن عملاق الشعر العربي في العصر الحديث، وأما البيت الثاني، فهو أشهر بيت شعر يتم تداوله حاليا في العالم العربي، للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، ولكن بعد أن قمت بتعديل أخر كلمة في البيت لتتناسب مع الواقع:
إذا الشعب يوما أراد الحياة                  فلابد أن يستجيب البقر
وتحية واجبة لشهداء سوريا الحبيبة، وإلى ما كتبت من أبيات علها تلقى الاستحسان:

أينَ سُوريا؟ يا رفاقُ أَتَسأَلوني؟            هل أَفَقْتُم؟ أين أنتم من قُرونِ؟

تسألوني وليتني ألقَى جَوَابًا                 بل أُسَائِلُكُم لماذا جِئْتُمُونِي؟
إنني في النَّوْمِ أَغْرَقُ مُنْذُ زَمَنٍ              اترُكونِي في سُبَاتي اترُكوني
لَسْتُ أَسْمَعُ لستُ أُبْصِرُ أَيَّ شَيْءٍ          لن أُفيقَ وَأَلْفُ لا، لا تُوقِظُوني
إِنَّ واقِعَكم مَرِيرٌ، لستُ أرغبْ              في مُعاقَرَةِ المَرَارَةِ والشُّجُونِ
إنْ أَفَقْتُ فَسوفَ أُعطِيكُم جَوابًا             ليسَ يُرضِيكُمْ، ولَن تَتَحمَّلونِي
ليسَ أبلَغُ من لِسانِ القَوْمِ، هيَّا               انطِقِي سُورْيا فقَوْمُكِ يُثْقِلونِي
"إنَّ أَرْضَ اليومِ ليسَتْ أَرضُ سُوريا      هانَ عِرضِي هانَ شَعبِي وَأَشْعَلونِي
أَينَ أيَّامُ الإِبا؟ يَا لَهْفَ قَلْبي                  أَينَ بالشَّامِ الفَوارِسُ؟ أَبصِرُونِي!
أَينَ أَحلامُ الصَّبَايَا في دِمَشْقِ                أَيْنَ حِمصُ وأَينَ دِرْعا؟ أَخبِرونِي
حَفْلَةٌ والكُلُّ مَدْعُوٌّ لِيَرقُصْ                  خَلفَ أَقنِعَةِ الوَقَارِ لِيُقْنِعونِي
حَفْلَةٌ والكُلُّ مَأْمورٌ لِيَدْهَسْ                  فَوْقَ أَجْسَادِ الضَّحايَا في جُنُونِ
والبَغَايَا والفَوَاجِرُ والعُلوجِ                  والذِّئابُ بكلِّ جُرْحٍ يَنهَشُونِي
يقتُلُونَ الطِّفلَ والشَّيخَ المُسِنَّ                والحَرَائِرَ يَهتِكونَ ويهتِكونِي
والشَّبابُ منَ العَذابِ غَدَوْا كُهُولَا           مَن لِصَرَخَاِت المَظَالِمِ بِالسُّجُونِ؟
عَشْرُ أيَّامٍ بِدِرْعَا بِدُونِ مَاءٍ                  أَو دَواءٍ، قُولوا أَهلاً لِلمَنُونِ
أيُّ فُجْرٍ يجرِي فِي أَعْراقِهِمْ                 يَقْتُلوني، وفي عَزَائي يَسْلُخونِي"
هكذا حالِي وَحالُ الشَّامِ يَومًا                أَطْبَقَ البَشَّارُ فيهِ على شُئُونِي
لا أُرِيكُمْ إِلَّا ما يَبدُو لِعيْني                  لَيْتَهَا فُقِئَتْ ولَمْ تُبْصِرْ عُيُونِي
تَسْألوني بعدَ ذَلِكَ "أينَ سُوريَا"             هَاكَ قَبْرِي فيهِ أَحْيَا فَاتْرُكُونِي
واسكُبُوا الدَّمْعَ الغَزِيرَ علَى حَيَاةٍ            تَاهَ فيها اسمُ سُوريَا فِي المَنُونِ
رَيثَما يَأتِي الزَّمَانُ عَلى رِجَالٍ              يَدفَعونَ دِمَاءَهُم كَي يَفْتَدُونِي

شعر/ بهاء طلعت
نشرت في 4/6/2011

No comments:

Post a Comment

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)