Saturday, October 22, 2011

حمار .. ولكن

فلحوس: أريد أن أبني ناطحة سحاب في يومين!!
فيظي: ماذا تقول يا سيدي؟ يومين؟ مستحيل!!
فلحوس: نعم، أنا واثق من أن ذلك يمكن تحقيقه.
فيظي: كيف؟
فلحوس: فقط عليك أن تكلف الحمار بالعمل وسوف يقوم بذلك وعلى أكمل وجه.
فيظي: ولكن الحمار غير مسئول عن هذا العمل، الحمار مسئول عن الشيل والحط والنقل، وليس له دخل بأعمال البناء، فأعمال البناء مسئول عنها المهندس ممدوح.
فلحوس: المهندس ممدوح لا يعرف كثيرا عن الشركة وولاؤه غير موثوق فيه، وسيتوقف عن العمل أمام أول مشكلة غير طبيعية يواجهها، ببساطة ليس هو رجل المهمات الصعبة.
فيظي: لماذا إذن نحتفظ به داخل الشركة ونعطيه كل هذا المرتب الكبير ما دام غير قادر على تنفيذ مهام عمله؟!
فلحوس: يوه يا فيظي!! أحيانا كثيرة نضطر للقبول بالأمر الواقع، ولا يوجد لدي مشكلة، فالحمار موجود ويستطيع أن يقوم بأي عمل أوكله له ولن يعترض، كما أن فيه ميزة كبيرة جدا وهي أن مرتبه صغير جدا، ومهما اشتكى وتذمر فلن نستجيب له وزيادة بسيطة في مرتبه كفيلة بأن تجعله أسعد الحمير ولا يستطيع أن يهرب من بين أيدينا!!
فيظي: حسنا سيدي، تحت أمرك!
بعد يومين كان الحمار قد انتهى من بناء ناطحة السحاب بعد أن تجاوز كمية كبيرة جدا وغير معقولة من المشاكل المستعصية، ولكن في النهاية ها هي ناطحة السحاب شامخة وشاهدة على عبقرية الحمار وقدرته الخارقة على إنجاز المعجزات ونفاذ بصيرة المهندس فلحوس صاحب العمل، والنتيجة هي حصول الحمار على مكافأة استثنائية قيمتها مرتب شهرين نظرا لأدائه المتميز (المكافأة تعادل أقل من عشر المرتب الذي يتقاضاه المهندس ممدوح)، وطبعا فرح الحمار كثيرا بالمكافأة وتم تعليق اسمه وصورته في لوحة الشرف.
بعد أسبوعين..
اكتشفت إدارة الشركة زيادة في تكلفة إنشاء ناطحة السحاب بمقدار 300% عن الوضع الطبيعي! فصدر قرار فوري بنقل الحمار من إدارة النقل إلى إدارة الحسابات نظرا للحاجة إلى أدائه المذهل لتحقيق طفرة إبداعية في الحسابات!!!
بعد ثلاثة أسابيع..
انهيار ناطحة السحاب..
بعد شهرين..
تعيين مهندس جديد لأعمال البناء يكون مديرا على المهندس ممدوح ويتقاضى ثلاثة أضعاف مرتبه.
بعد ستة أشهر..
تكليف الحمار ببناء ناطحة سحاب جديدة في يومين.
****  *****  *****
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله: متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أسند الأمر لغير أهله فارتقب الساعة"

10 comments:

  1. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

    أخى هذه أصبحت ظاهرة متفاشية فى كل مناحى الحياة

    أحيي أسلوبك الرائع فى الطرح
    تقديرى واحترامى
    وبارك الله فيك وأعزك

    ReplyDelete
  2. أز محمد الجرايحي..

    جزاك الله خيرا وأدام فضلك.

    ReplyDelete
  3. رائع فكرك و جكيل حرفك و قويم ما يخاجك أيها البهيّ !

    معا نصنع الافادة و ننفع ..

    تحياتي و شديد إعجابي ..


    ****


    على فكرة ردك على موضوع السيجارة راق لي جدا

    و لا تتحرّج من قول أي شيء لأني من أنصار الصراحة !!
    كذلك أشكر لك نصيحتك و إنشاء الله ربي يتوب علي
    دعواتك .


    منجي

    ReplyDelete
  4. منجي بكير..
    جزاك الله خيرا..
    كلامي عن السيجارة كنت أحاول فيه تلمس الطريق المناسب للوصول إلى الإقناع بدون جرح أو إساءة، وعادة فهي مهمة غير سهلة وتحتاج إلى تلطف وتحسس.. بالذات مع المدخنين :))
    وقانا الله ووقاك وحفظك من كل شر.

    ReplyDelete
  5. بسم الله وبعد
    بوركت أخانا في الله على طرحك الطيب وطريقة الطرح لما فيها من عنصر التشويق للقراءة
    موضوع أكئر من رائع

    تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك

    موقع المنشد مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
    صفحة أحلام الرنتيسي – هذه سبيلي

    ReplyDelete
  6. مازن الرنتيسي ● أحلام الرنتيسي
    جزاكما الله خيرا.
    يسرني ويشرفني إعجابكما بما يتم نشره في "نبضات".

    ReplyDelete
  7. قصة رائعة، وفيها إسقاط سياسي ف الجون :D

    تحياتي.

    ReplyDelete
  8. ع. سالم..
    أشكرك على رأيك المشجع، كنت خايف أوي تطلع بايخة، بس ربنا ستر المرة دي :)
    تقبل تحياتي..

    ReplyDelete
  9. تحياتى لاسلوبك وربنا ينفعك بما تكتب

    ReplyDelete
  10. غير معرف..
    جزاك الله كل خير.. خير الناس من نصحني وذكرني.. فالإنسان كثيرا ما يغفل عن عيوبه وأخطاءه.
    طبعا أنا أعرف من أنت وأتمنى أن تكتب اسمك في المرات القادمة في "نبضات".

    تحياتي القلبية التي لا تنتهي..

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)