Tuesday, July 3, 2012

لقاءٌ.. ولكن

اشتقت إلى الشعر!
حتى وإن لم يكن أغلب ما أنشره هنا قد تم كتابته حديثا، فموهبة كتابة الشعر قد تضاءلت كثيرا مع ضغوط الحياة والعمل.
هل تذكرون القصيدة التي كنت قد نشرتها منذ فترة بعنوان "تعال معي للسماء"، لقد أشرت في مقدمة تلك القصيدة إلى أنها تعتبر اللقاء الثاني من سلسلة قصيرة كانت مكونة من قصيدتين، اليوم أنشر القصيدة الأولى من هذه السلسلة، وسبب تأخيري في نشرها هو أنني كنت قد شاركت بها في مسابقة أدبية ولم تفز!
وهذه القصيدة كنت قد كتبتها معارضة لقصيدة أعتقد أنها كانت إما للشاعر عبدالعزيز محمود أو للشاعر ياسر قطامش (فقدت القصيدة لاحقا ونسيت كاتبها)، وفيها أمارس هوايتي المفضلة في كتابة شعر الوصف الذي يشدني ويأسرني، وهي بكاملها وصف لمشهد، ولكن...
**** **** **** **** **** ****

أَتَتْني مسَاءً، بَدَتْ خائِفةْ *** تُفَكِّرُ في خُطْوَةِ دَالِفَةْ
لِسَانٌ يُفَتِّشُ بيَنَ الحُرُوفِ *** وتَحتَ الوِشَاحِ يَدٌ رَاجِفَةْ
وَصدْرٌ يَضيقُ بما يَحتَوِيهِ *** فَتَخْرُجُ أنفَاسُهُ عَاصِفَةْ
وعَيْنٌ تُخَبِّئُ شَوْقًا دَفِينًا *** وَتُرْسِلُ نَظَرَاتِها لاهِفَةْ
أَدَامَتْ سُكُونًا بِلا هَمْسَةٍ *** وَمَرَّتْ ثَوَانٍ بِنَا زَاحِفَةْ
فَطَأْطَأَتْ الرَّأْسَ في لحظَةٍ *** وعَادَتْ لِتَرفَعَهَا خَاطِفَةْ
وَنَطَقَتْ أَخيرًا بِكُلِّ انْكِسَارْ *** وقَالَتْ: "أَتَتْرُكُنِي وَاقِفَةْ؟"
فَأَحْسَسْتُ قَلْبِي يَدُقُّ بِعُنْفٍ *** وَيَذْكُرُ أَيَّامَنَا السَّالِفَةْ
وَدَاعٌ ولَيْسَ لَهُ مِن عَزَاءٍ *** وفَاضَتْ بِهِ طَعْنَةٌ نَازِفَةْ
يُخَبِّئُ مَاضٍ، ومَا أَجْمَلَهْ! *** وَحُبًّا أَحَاسِيسُهُ جَارِفَةْ
وَنَظَرَاتُ عِشْقٍ وأَحْلَى كَلَامٍ *** وَدَقَّاتُ قَلْبٍ بِنَا نَاسِفَةْ
مَضَتْ وَمَضَى خَلْفَهَا مَا مَضَى *** وَتَرَكَتْ بِقَلْبِي صَدَى عَاصِفَةْ
فَغَالَبْتُ نَفسِي وقَلْبي لأَنْسَى *** مَقُولَتَهَا لِي "أنَا آَسِفَةْ"
وقَرَّرْتُ أنِّي سَأَنْزَعُهَا *** مِنَ القَلْبِ، لا عَوْدَةٌ رَادِفَةْ
وكُنْتُ أَظُنُّ بِأَنَّ فُؤَادِيَ *** أَقْوَى مِنَ النَّظْرَةِ اللَّاهِفَةْ
أَفَقْتُ عَلى صَوْتِهَا خَافِتًا *** وَنَبْرَتُهُ رَنَّةٌ عَازِفَةْ
وَبَسْمَتُهَا تَزْدَهِي، وَالفُؤَادُ *** يَتُوقُ إِلَى بَسْمَةٍ مِنْ شَفَهْ
وَنَظْرَتُها يَحْتَوِيهَا غُمُوضٌ *** وَتُرْسِلُ أَسْهُمَهَا قَاذِفَةْ
وَوَجْنَتُهَا يَعْتَلِيهَا احْمِرارٌ *** وَوَجْهُ وَقَارٍ بِأَحْلَى صِفَةْ
تَمَالَكْتُ نَفْسِي رُوَيْدًا وَبِي *** رُعُودٌ تُهِاجِمُنِي قَاصِفَةْ
فَقَالَتْ وَوَجْنَتُهَا جَمْرُ نَارٍ *** "لِتَقْتَصَّ مِنِّي، أَنَا آَسِفَةْ"
فَمَادَتْ بِيَ الأَرَضُ مِنْ فَرْحَتِي *** لَقَدْ عَاوَدَتْنِي، أَتَتْ مُنْصِفَةْ
وَكَادَتْ تَقُولُ: "أُحِبُّكَ يَا *** مُنَايَ، وَيَا جَنَّتِي الوَارِفَةْ"
فَإِذْ بِي أُفِيقُ عَلَى يَقْظَةٍ *** أَطَاحَتْ بِأَحْلَى الرُّؤَى فِي سَفَهْ!

حقوق الطبع والنشر محفوظة

23 comments:

  1. القصيدة رائعة و لا يضيرها انها لم تفز
    فللجوائز و المسابقات حسابات اخرى
    تسلم ايدك يا صديقي

    ReplyDelete
  2. اهذا الابداع كان حلما

    انه وصف رائع للحظات عودة الحبيب

    فلا يبقي الزمان زمان

    فقد جاءت لك اسفة

    ولكن هناك شئ ضاع

    شعور الآمان

    تحيتي ايها الرائع الوصف والوزن والمشاعر

    ReplyDelete
  3. أظنها زائرة المساء، هي من تعيش بداخلك، وتتربص لحظة نومتك، لكن أتدري أنك رسمت قصة في القصيدة، فالزمان كان المساء، الأشخاص أنت وهي، أما المكان فهو أرض في الأحلام مساحة تضمك كشاعر وتضمها كعنصر من الحدث.
    طبعا الحدث هو لقاء بطعم الحب به استذكار للماضي، والوداع، كما هو إحياء لحب قد وصل للحافة، استعادة لمجده بعد قرار لعدم عودة...
    النهاية كانت غير متوقعة، وهي فعلا ما تعمله الأحلام فهي تجعلك تصدق ما حدث ثم تنزع منك كل شيء في يقظة مفاجئة.

    كلمات النص لها دلالة عدم الاستقرار النفسي أثناء هذا اللقاء:
    خائفة- راجفة- عاصفة – خاطفة – بعنف – ناسفة – اللاهفة – قاصفة – رعود .. وغيرها.

    جميل جدا أخي بهاء، ممتعة.

    ReplyDelete
  4. أخي الغالي/ مصطفى سيف الدين..
    يا رافع معنوياتي... حتى وإن لم تفز في تلك المسابقة.. فمن المؤكد أن رضا أصدقائي المدونين (وبالذات المبدعين منهم) عنها هو أفضل من جوائز أي مسابقة أخرى.
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  5. صديقي العزيز/ سواح في ملك الله...
    جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة التي أسعدتني حقا، لا سيما أنها صادرة عن شاعر قدير مثلك!
    جزاك الله خيرا...

    ReplyDelete
  6. صديقي الغالي/ أبو حسام الدين...
    هي كذلك.. حلم لم يحدث على أرض الواقع، كنت أتمنى حدوثه في فترة من الفترات إلى أن تبدد بعد أن ترك هذه القصيدة في أدراج مكتبي ليقرأها أحبابي اليوم!
    أما عن موضوع القصيدة وكونها قصة، فأنا شخصيا أحب هذا النوع من الشعر جدا وأرتاح كثيرا لكتابته، لعلي بذلك أنافس رموز الأدب القصصي البارزين! هههه
    أسعدني جدا نقدك لهذه القصيدة، وتعليقك الذي يبرز خبرة شعرية كبيرة تعودنا أن نستقيها منك دائما.
    هل تعرف أن لهذه القصيدة مكانا خاصا في قلبي، ليس بسبب موضوعها (فهو أمر قد انتهى منذ زمن) ولكن لسعادتي أنني قد كتبت قصيدة مثلها!
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  7. بسم الله وبعد
    بوركت أخانا في الله على ما طرحت
    قصيدة رائعة وكلمات جميلة
    تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك
    إخوانك في الاسرة المسلمة ( مازن وأحلام )
    islamicfamily.net.tc

    ReplyDelete
  8. لم أكن أعرفُ بأنك تنظم الشعر !
    و لو بعضه !

    جميلٌ جدًا ما قرأته هنا ،
    و قد أعجبتُ بما يشبه السردَ الجميل ،
    و الألفاظ المترادفة ،
    و لقد كانتِ القافيةُ جيدة ،
    و تحدثُ إيقاعًا موسيقيًا جميلا ..

    أهيَ موزونة ؟
    و على أيّ بحرٍ هي ؟
    أم أنك اعتمدتَ على الموسيقا الداخليةِ فحسب ؟؟

    حاليًا آخذ دورةً في العروض ،
    مع أستاذ رآائع ،
    اسمع د. عبد الخالق العف ،
    و هو مشهورٌ هنا ،
    الجميل في الأمر أنه يغني لنا الأبيات !

    على كلٍ سعيدةٌ لأنن كنتُ هنا ،
    و قرأتُ ما أعجبني للغاية ..
    إنها قطعة " خلابة " ..
    أعجبتني جدًا !
    و في انتظار الأخرى !

    تحيآاتي لكْ ..

    ReplyDelete
  9. الإخوة/ مازن وأحلام الرنتيسي..
    جزاكما الله كل خير..
    أتشرف بمتابعتكما وتواجدكما الدائم هنا في نبضات.
    مع خالص مودتي واحترامي

    ReplyDelete
  10. الأخت الغالية/ دعاء..
    نظم الشعر كان هواية مارستها وأكاد أكون قد انقطعت عنها كما ذكرت مؤخرا، ولكن ما لا أستطيع الانقطاع عنه هو حبي للشعر وتذوقي للطيب منه وبالذات الشعر الموزون.
    بصراحة.. أنا أحاول أن أتحدى كتاب القصة القصيرة المتميزون (أمثالك) بهذه القصيدة! يعني باختصار لا تتخيلوا أن الساحة فارغة لكم بمفردكم.. ههه
    بالطبع القصيدة موزونة وهي على بحر المتقارب (على الرغم من أنني لا أحفظ أسماء بحور الشعر).
    جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة والمشجعة.
    يمكنك الاطلاع على المزيد من الأشعار والقصائد معظمها لي وبعضها منقول عن شعراء آخرين، وذلك تحت تصنيف "شعر" في المدونة.
    تقبلي تحياتي..

    ReplyDelete
  11. لديك موهبة حقيقية فى كتابة الشعر وأتمنى ألا تحرمنا من نشر المزيد من أشعارك....
    تقبل أخى خالص مودتى وتقديرى واحترامى
    بارك الله فيك وأعزك

    ReplyDelete
  12. أخي وأستاذي الغالي/ محمد الجرايحي..
    كلماتك هذه شهادة أعتز بها من كاتب وفنان قدير مثلك.
    بإذن الله سأحاول نشر ما يمكن نشره من أشعار تباعا، ولكن على فترات حتى لا يصاب القراء بالسأم.
    تقبل خالص تحياتي...

    ReplyDelete
  13. السلام عليكم
    لست معك ابدا ان موهبة الشعر قلت لظروف الحياة والعمل وتضاءلت
    اتدرى اخى ان اى موهبة بالفعل تحتاج للثقل والمتابعة لكنها لا تموت ابدا او تتضاءل فلو بحثت دائما بداخلك ستجد نفسك تحلل كل لفظة وكلمة واى حدث حولك وتتمنى لو سطرتها ابيات شعرية لكن ينقصك (( تسجيلها فى دفاتر فقط )) لكنها لاتزال تحيا بداخلك تلك الموهبة وتنازعك دائما وتعاتبك لما التقصير ؟؟!!

    انت بالفعل موهوب ومحب للغة والشعر وبينك وبين الحرف صداقة قوية احسنت اخى واحييك

    واعتذر للتأخير :)

    تحياتى وتقديرى

    ReplyDelete
  14. ابني العزيز بهاء ..العلومنجي القدير ..يالها من ابيات رقيقة ويالك من انسان مرهف الحس وقد اعجبني شيء مشترك بيننا وهو انك تحب كتابة الشعر ذو القصة وليس ذو الوزن فقط وانا لي قصائد كثيرة ترمي لهذا المعنى بإذن الله سوف تراها قريباً انت وكل اخوتي الكرام ..ابني العزيز في شوق لرؤية قصيدتك الأخرى وفي شوقٍ زائد ان تخرج لنا من حين لآخر المزيد والمزيد لأنك كما قالت الأخت العزيزة ليلى الصباحي تملك الكثير ولاينقصك سوى أن تسطرها فوق صفحات الدفتر ..تحياتي

    ReplyDelete
  15. إن الكتابة أيا كان نوعها قد تصل إلى الغير إذا كانت صادقة القول وخارجة من القلب وقد وصلت قصديتك لقلوبنا وهذا يكفينا تحياتي الصادقة

    ReplyDelete
  16. أختي الفاضلة/ أم هريرة...
    جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة وتشجيعك المثالي..
    كتابة الشعر تحتاج إلى روقان وصفو بال، هذا على الرغم من أن معظم ما كتبت من أشعار كان في فترة دراستي الجامعية، حيث كانت فرصة ذهبية للتهرب من المذاكرة، وقد أثمرت كما غير قليل من الأشعار.
    سأحاول الاستجابة لنصيحتك..
    أما عن اللغة العربية فأظن أنني افتقدت قدرا كبيرا من إتقانها، على الرغم من تذوقي لها ولروائعها.
    تقبلي تحياتي..

    ReplyDelete
  17. الأم العزيزة/ ماما زيزي...
    شعر القصة هو ما كان يسميه القدماء شعر الوصف، وهو أحب الأشعار إلى قلبي، ولا أستسيغ الشعر عموما إلا إذا كان موزونا (إلا نادرا)..
    يسعدني دائما أن أطلع على كل جديد لديك..
    دمت بكل خير وسعادة..

    ReplyDelete
  18. سيدتي الفاضلة/ كريمة سندي...
    هذه شهادة أعتز بها، فجزاك الله خيرا..
    تقبلي تحياتي...

    ReplyDelete
  19. Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen

    ReplyDelete
  20. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
  21. السلام عليكم
    إيه الحلاوة والجمال ده بس
    ده أنت كرهتنى فى نفسى يا جدع
    ده أنا طلعت بعك عك هههههه
    والله قصيدة رائعة جزيت خيرا عنها
    أنا استمتعت
    تحياتى المعطرة

    ReplyDelete
  22. أخي الحبيب/ محمد سلامة...
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    العفو يا فندم ده بس من ذوقك
    يسعدني جدا انها قد لاقت استحسانك.
    تقبل خالص تحياتي...

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)