Thursday, February 14, 2013

من يوميات مسافر... فرانكفورت (1)

انتهت زيارتي إلى مدينة جنيف بعد إقامة ثلاث ليال هناك، وفي صباح اليوم الرابع كنت على موعد جديد مع القطارات السويسرية، وهذه المرة كانت الوجهة مدينة بازل على الحدود الشمالية التي تفصل سويسرا عن ألمانيا، بهدف ركوب القطار الألماني الذي سيحملني إلى قلب ألمانيا، إلى مدينة "فرانكفورت"، وحيدا!!
كانت هذه هي زيارتي الثانية لألمانيا، وأما المرة الأولى فكانت قبل ذلك بحوالي أسبوع، عندما اصطحبنا السيد/ ماتياس من شركته في أقصى شمال شرق سويسرا إلى قرية ألمانية صغيرة بالقرب من الحدود تدعى "موس" واستغرقت تلك الزيارة بضع ساعات، ولكني لم أشعر بأي تغيير في تلك الزيارة، فالمكان والبشر وحتى اللهجة التي يتحدثون بها كل شيء كان شبيها جدا بسويسرا.
أما الزيارة التي أتحدث عنها الآن، فكانت لإحدى المدن الكبرى في ألمانيا، إلى فرانكفورت، وهناك تشعر بأن ألمانيا فعلا مختلفة!

عندما وصل بي القطار إلى مدينة بازل، شعرت بكمية زائدة من الأدرينالين تسري في دمي، حيث تصببت عرقا وزاد انتباهي، وكنت أتحرك بسرعة على أرصفة القطارات المنتشرة في المحطة بحثا عن الرصيف الذي سيقف فيه القطار الألماني، ولم أهدأ إلا عندما وجدت الرصيف، فجلست أنتظر القطار، غير أنني لم أتمالك أشواقي لزيارة تلك الأرض التي طالما قرأت عنها وعن الشعب الذي يسكنها وعن حضارته، فأنا ببساطة معجب بشدة بكل ما هو ألماني، ولا شك أن حبي لقراءة التاريخ هو مصدر ذلك الإعجاب، بالإضافة إلى سيارات الفولكس فاجن!!
وما هي إلا دقائق حتى كنت داخل القطار الألماني الأبيض الذي سيعبر بي الحدود إلى داخل ألمانيا، ولا أدري هل كان القطار رائعا حقا أم أنه تأثير الإعجاب المسبق بألمانيا؟!
كنت مبهورا بشدة، أحاول أن أتابع اللحظة التي سنعبر فيها الحدود، وعندما تأكدت أننا صرنا في الأراضي الألمانية انتابتني حالة من التأهب، فهي لحظة ربما لا أعايشها مرة أخرى على أرض التاريخ المبهر.
أكثرت من التقاط الصور وأنا في القطار، على الرغم من أن كل شيء كان عاديا...
بدأت الأراضي تستوي شيئا فشيئا حيث كنا نبتعد عن جبال الألب التي تميز سويسرا، وبدأت مشاهد السهول وغابات الأشجار الألمانية الكثيفة تغلب على ما تراه عيناي، وبعد ساعات قليلة وصلت إلى محطة فرانكفورت الرئيسية "Frankfurt Am Main"، كانت محطة قطارات عادية، ولكن الانبهار كان ما يزال مصاحبا لي.
كنت أحمل في يدي خريطة من موقع العم جوجل على الإنترنت بها تفاصيل السير حتى أصل إلى الفندق الذي سأقيم فيه، وكان قريبا جدا من محطة القطار، وهناك صعدت إلى غرفتي واستبدلت ملابسي، وكنت أتضور جوعا بعد رحلة استغرقت حوالي ست ساعات من جنيف إلى فرانكفورت.
غادرت الفندق بسرعة وخرجت إلى الشارع لأواجه عاصفة ممطرة أجبرت المارة على الاحتماء بالأرصفة النظيفة بينما كنت أواجه الأمطار محتميا بمعطفي الواقي من المطر وأنا سعيد بكل ما حولي، ولفت نظري وجود كمية كبيرة من المطاعم التي كتب عليها كلمة "حلال"، فتابعت السير، إلى أن وصلت إلى مطعم منهم ملحق بفندق يسمى "أورينتال"، فقررت أن أجرب ودخلت إلى المطعم، وبمجرد دخولي تسابقت روائح الأكل الرائعة إلى أنفي، بينما لم تخطئ عيني ذلك الطابع الشرقي الذي يغلف المكان!
توجهت إلى الفتاة التي استقبلتني في المطعم، كانت بشرتها تميل إلى السمرة وملامحها شرقية، سألتها إن كانت تجيد التحدث بالإنجليزية، فأجابتني بلغة عربية تميل إلى اللكنة المغربية: "وأجيد التحدث بالعربية كمان إذا أحببت!!"
يتبع إن شاء الله....

القطار الألماني على رصيف بازل في سويسرا

القطار الألماني من الداخل
أحد القطارات الألمانية على رصيف محطة فرانكفورت الرئيسية

داخل محطة قطارات فرانكفورت

2 comments:

  1. بارك الله فيك أخي بهاء على مشاركتنا لسفرك..

    كنت هنا..

    ReplyDelete
  2. نورت أخي خالد وبارك الله فيك وأعزك.

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)