Saturday, February 25, 2012

إحسان عبد المقابل


كان إحسان سائرًا في الطريق بمفرده عندما أوشك الليل أن ينتصف، لم يكن يراه أحد، انتفض فجأة، ثم سكن روعه حينما تيقن أن تلك المرأة العجوز الجالسة على جانب الطريق مرتدية ملابس سوداء تقليدية ما هي إلا سائلة قد تكون الحاجة الملحة هي التي دفعتها للجلوس في هذا المكان وفي تلك الساعة المتأخرة، أخرج ما فيه القسمة وأعطاه لها، كان سعيدًا لعدم وجود أحد يلاحظه، تمنى أن تكون هذه هي صدقة السر التي وعد المصطفى صلى الله عليه وسلم من تصدق بها كثير من الخير.
في الصباح، وجد إحسان نفس تلك السيدة تركب إحدى السيارات الفارهة وتمر أمامه وهو واقف على المحطة بانتظار الأتوبيس! ظل طوال اليوم مكتئبًا وحزينًا على تلك الأموال التي تصدق بها بالأمس على تلك السيدة، تمتم قائلا: "إن كان هناك من أحد بحاجة للصدقة فهو أنا بالتأكيد، وليس هذه السيدة، لن أعطيها شيئا بعد اليوم"