Sunday, December 25, 2011

لا تَلُمني يا صَديقِي

مشاركة شعرية في منتدى المدونون العرب.
يمكن الاطلاع على المشاركة من خلال هذا الرابط

Tuesday, December 6, 2011

جدارية أدون وطني (المشاركة الثالثة) / في غزة.. أجمل صباح


كنت قد قرأت إحدى التدوينات المشاركة في جدارية "أدون وطني" نشرتها مدونة "وجع البنفسج" بعنوان "في وطني"، وأعجبني موضوعها وتعبيره عن المعاناة التي يعيشها أهلنا في غزة كل صباح، وكتبت هناك تعليقا يحتوي بعض (الأبيات الشعرية)، وبصراحة، فقد طمعت وأردت أن أنشر تلك الأبيات بعد إعادة صياغتها وتعديلها وضبط وزنها هنا في مدونتي، وها أنا أشارك بها في جدارية أدون وطني لتكون المشاركة الثالثة لي في هذه المناسبة، وذلك باعتبار أننا جميعا ننتمي لوطن واحد، ذلك الوطن الذي تعتبر غزة جزءا عزيزا فيه..

في وطني..
في غزة....
أجمل صباح..

جدارية أدون وطني (المشاركة الثانية) / إلى وطني



كلمات بسيطة، وجدتني اليوم بحاجة إلى أن أهديها إلى وطني، ذلك الوطن الذي يواجه رياحا عاتية، رياحا تستهدف أمنه وأمن أبنائه وحاضرهم ومستقبلهم، تستهدف مقدراتهم، رياحا تستهدف معتقداتهم وأصولهم وجذورهم، تستهدف أمة بأكملها يقودها، تستهدف منارة الإسلام الأولى.

كم أحبك يا وطني!
كم أحبك يا مصر!


Monday, December 5, 2011

جدارية أدون وطني / على رصيف الفرج

لم يعد في جيبه سوى جنيهات قليلة
قام بشراء العدد الأسبوعي من الجريدة الحكومية الكبرى
عناوين الصحيفة كانت تتحدث عن أزمة اقتصادية مقبلة على البلد
انتقل إلى إعلانات الوظائف، قلبها بهمة ولهفة
عثر على وظيفتين أو ثلاثة يمكن أن يتقدم لهم
عندما خرج من مقهى الإنترنت بعد إرسال سيرته الذاتية كان قد نفد أكثر من نصف ما في جيبه
خرج بعدها إلى الشارع فقام بتحويل بعض الرصيد إلى هاتفه المحمول ليعيد إليه الحياة
في طريقه عائدا إلى بيته كان أحد الأطفال نائما على الرصيف
أعطاه ما فيه القسمة
عاد لبيته في المساء وجيبه قد صار خاويا
ما يزال بانتظار الفرج
بقلم/ بهاء طلعت
الوطن/ مصر

Thursday, December 1, 2011

عرس القمر


على الرغم من الشحن النفسي الهائل الموجود في نفوس المصريين
طيلة الأيام الماضية
على الرغم من احتباس الأنفاس بانتظار الغد
بانتظار القمر في سماء ملبدة بالغيوم
أرجو أن تتقبلوا مني محاولة بسيطة للخروج لمتابعة القمر
أنشرها اليوم بعد أن كتبتها منذ أعوام طويلة

Wednesday, November 16, 2011

مالي أراكِ تكرهين الجنة؟!


تحرك الرجال.. الطريق شاق وطويل.. والعدو متربص في معقله.. الرجال يقتربون رويدا رويدا.. وما هي إلا ساعات قليلة ويصلون إلى ميدان المعركة.
قبل التحرك.. ودع كل رجل أهله.. فالمهمة خطيرة جدا.. واحتمال العودة منها يكاد يقترب من المستحيل.. باختصار.. إنها مهمة انتحارية.. ربما دمعت بعض العيون.. ولكن الهدف كان واضحا عند الجميع.. والموت في سبيله غاية يتمناها الجميع.. فأي شرف أعظم من أن يخرج من أي بيت من تلك البيوت شهيد يقتل في سبيل الله.. يتفاخر به أهله.. "نحن أهل الشهيد..."

Tuesday, November 15, 2011

جرة قلم مكسور السن

ما أصعب أن تنتظر أن يأتيك التقدير..
تنتظر كلمة شكر..
لكن لا تأتي أبدا..
تبني مجدا شامخا بفضل الله..
يستغرق روحك ونفسك وعصارة آلامك وأعصابك..
وأكثر من ذلك..
يستغرق وقتا.. يستغرق بشرا..
يستغرق أحلى لحظات العمر..
وبجرة قلم.. مكسور السن.. معقوف الرأس..
لا يجيد إلا التدمير..
يمحى كل شيء بمهارة عجيبة..
فما بنيته في شهور وسنوات يمحوه في لحظات..

Saturday, October 22, 2011

حمار .. ولكن

فلحوس: أريد أن أبني ناطحة سحاب في يومين!!
فيظي: ماذا تقول يا سيدي؟ يومين؟ مستحيل!!
فلحوس: نعم، أنا واثق من أن ذلك يمكن تحقيقه.
فيظي: كيف؟
فلحوس: فقط عليك أن تكلف الحمار بالعمل وسوف يقوم بذلك وعلى أكمل وجه.
فيظي: ولكن الحمار غير مسئول عن هذا العمل، الحمار مسئول عن الشيل والحط والنقل، وليس له دخل بأعمال البناء، فأعمال البناء مسئول عنها المهندس ممدوح.
فلحوس: المهندس ممدوح لا يعرف كثيرا عن الشركة وولاؤه غير موثوق فيه، وسيتوقف عن العمل أمام أول مشكلة غير طبيعية يواجهها، ببساطة ليس هو رجل المهمات الصعبة.
فيظي: لماذا إذن نحتفظ به داخل الشركة ونعطيه كل هذا المرتب الكبير ما دام غير قادر على تنفيذ مهام عمله؟!
فلحوس: يوه يا فيظي!! أحيانا كثيرة نضطر للقبول بالأمر الواقع، ولا يوجد لدي مشكلة، فالحمار موجود ويستطيع أن يقوم بأي عمل أوكله له ولن يعترض، كما أن فيه ميزة كبيرة جدا وهي أن مرتبه صغير جدا، ومهما اشتكى وتذمر فلن نستجيب له وزيادة بسيطة في مرتبه كفيلة بأن تجعله أسعد الحمير ولا يستطيع أن يهرب من بين أيدينا!!
فيظي: حسنا سيدي، تحت أمرك!

Thursday, October 20, 2011

أمٌّ


هذه أبيات شعرية كنت قد كتبتها منذ زمن، تذكرتها وتذكرت ما فيها هذه الأيام مع ما نراه يتكرر يوميا من مشاهد القتل التي يرتكبها سفاحو هذه الأيام بحق الشباب، ومع ما نشعر به جميعا من معاناة أهالي ذويهم وبالذات أمهاتهم، أهديها اليوم إلى كل أم فقدت ابنها في ساحات مقاومة الظلم والطغيان، في سوريا واليمن وغيرهم من البلاد الطامحة إلى الحرية، حتى أمهات الشهداء في مصر وتونس وليبيا، وأقول لهم هنيئا لكم أن صار أبناؤكم شهداء بإذن الله..

أمٌّ أنا فقدت حياةَ وحيدِها ** نبراسَ دنيَتِها وفَلَذَةَ كَبدِها
أمٌّ تحمَّلَت المشاقَّ لأَجلِهِ ** وبنَتْهُ رَجُلًا فهو قُرَّةُ عينِها
كانت تعيشُ الدُّنيا قبلَ مجِيئِهِ ** يَوماً بِيومٍ، ليس تَشغَلُ رَأسَها
كانت بِلا هَدَفٍ تعيشُ لأجلِهِ ** كانت بِلا أَهلٍ، ولا حُبٍ لها

Tuesday, October 18, 2011

مع اللغة العربية


قمت خلال الفترة الماضية منذ بداية هذه المدونة بنشر تدوينتين من أشعاري، وكانتا عبارة عن قصيدتين خفيفتين، الأولى كانت قصيدة "أين سوريا" والثانية قصيدة "ها هنا"، والحقيقة أنني سعدت كثيرا بتجاوب زملائي وأصدقائي من قراء المدونة مع هاتين القصيدتين، لدرجة أنهما قد حازا على نسب عالية من القراءة في مدونتي البسيطة! لذلك فقد تجرأت وشعرت برغبة في نشرعدد من قصائدي القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل التعقل ومر على كتابتها سنوات طويلة، وأتمنى من الله أن لا يعود ذلك القرار علي بخسائر نظرا لما قد تحتويه تلك القصائد من مواضيع مثيرة للقلاقل!!
ورأيت قبل أن أشرع في كتابة ونشر تلك القصائد أن أعرج على أمر هام، وهو ضرورة توجيه الشكر لأساتذتي في اللغة العربية الذين استقيت منهم العلم على مدار حياتي الدراسية، وحتى لا يكون الكلام مملا فسوف أسوق لكم بعضا من المواقف التي لا أنساها..
لا أذكر تميزا لغويا أو أدبيا أو نحويا حزت عليه أو تميزت به في مراحل دراستي الإبتدائية، بل إنني أذكر هنا أنني كنت قد حصلت على درجة متدنية جدا في امتحان اللغة العربية بالصف الرابع أو الخامس الإبتدائي بسبب موضوع التعبير أو الانشاء، وللحقيقة فقد كان عبارة عن "نكش فراخ"، ولما حاولت أن أحتج على الدرجة بحكم أنني الطالب الأول على المدرسة باستمرار، قام المعلم بإخراج ورقة الإجابة وقام بإطلاع والدي عليها (وهو بالأساس مدرس لغة عربية) لأقع في مشكلة كبيرة مع والدي وأحصل على علقة ساخنة من النوع المتميز!

Saturday, October 15, 2011

قالب جديد لمدونة "نبضات"

إلى جميع أصدقائي والمتابعين الأعزاء..
قمت اليوم بتغيير قالب المدونة، أتمنى أن تحوز رضاكم.
مع وعد مني بالمحافظة على المحتوى الذي تعود عليه زوار "نبضات" برغم تغيير الشكل، وتطوير المحتوى ليصل إلى المستوى الذي أتمناه ويتمناه جميع الأصدقاء والمتابعين.
استغرق تحديث القالب الجديد مني مجهودا غير قليل، حيث أنني غير خبير في تلك العملية، لكن باستخدام المهارة الخاصة التي أزعم أنني أمتلكها والمتمثلة في المثابرة والمحاولة باتجاه الهدف مهما واجهت من مشاكل، فأعتقد أنني قد وصلت إلى هدفي بعد عناء :)))
وحتما سوف أسعد بتعليقاتكم على القالب الجديد ومحتوى مواضيع المدونة خلال الفترة السابقة.

مع خالص تحياتي،،،
بهاء

Saturday, October 8, 2011

لا أريد..


أنت تمنعني..
أنت تحيطني بكل القيود الممكنة وغير الممكنة..
تضعني داخل دائرة مغلقة من الجحيم..
أرى كل من حولي ينعمون بالحرية..
يترغدون باستنشقاء الهواء..
وأما أنا ففي سجني أحيا منتظرا الدقيقة القادمة..
ولا تأتي الدقائق أبدا..
أنت تمنعني حتى من الأحلام..
تخيفني في صحوي كي لا أنام..
وليس لدي إدراك لسبب..
ليس لدي إلمام بنوع العذر المفترض..
فأنا حتى لا أدري ماذا ارتكبت من أخطاء..
أنت تمنعني حتى من الإدراك..
فلا أدري ماذ يتم تدبيره لي في الخفاء..
أقول لك..
لا أريد..
لا أريد حرية.. لا أريد..
إن كنت أنت مصدر حريتي..
لا أريد حتى أن أستنشق الهواء..
إن كان الهواء ملوثا برائحتك..
لا أريد أن أعرف منك ذنبي..
وسأمنع عيوني من مشاهدة الأحلام..
إن كنت أنت منتهى الأحلام..
أقول لك..
أنت مخطئ جدا إن ظننت أني سأسعى..
لأي شيء أنت مصدره..
لأنني وبكل بساطة..
لا أريد!
ولكن حسبك..
فيجب أن أضيف كلمة..
لا أريد منك..
فما أريد يوما سأجده لدى الآخرين..
حتما سأجده..
ولن أيأس في البحث عنه..
حتما سأجده..
فأنت مخطئ إن ظننت أنك أنت الوحيد..
وحينها ستكون أنت من تنظر إلي..
وأكون أنا من أمنعك..
من كل ما منعتني منه..
وإن جئت بالأعذار..
فهي مردودة مسبقا..
لأنني..
لا أريد..

Sunday, October 2, 2011

ها هنا..


الساحة أمام إحدى المدرجات وعلى اليسار معامل الجيولوجيا وهناك كنا نجلس

قرأت تدوينة في مدونة "هكذا عاملتني الحياة" للزميل المدون "ماجد القاضي"، يتحدث فيها عن بعض ذكرياته الجامعية وشوقه وحنينه لجامعته وكليته وقسمه الذي درس به، وقد اكتشفت أنه خريج قديم مثلي من كلية العلوم، ولكنه من جامعة القاهرة وأنا من جامعة عين شمس، وهو من قسم الحيوان على ما يبدو وأنا من قسم الكيمياء والفيزياء، وبالتالي فكلانا يحمل لقب: "علومجي"، وقد لفت نظري كثيرا انفعالاته التي ذكرها في تدوينته التي كتبها عما انتابه من مشاعر عند زيارته لكليته بعد ستة عشر عاما من التحاقه بالجامعة، وبالتالي فهو في نفس عمري تقريبا! وقد لاحظت من كتابته شوقا وحنينا لأيام الجامعة، يعرفه جيدا كل من كانت له ذكريات جامعية جميلة، وأحسب أن خريجو كلية العلوم بالذات تربطهم علاقة قوية بكليتهم، غير أني أختلف -كالعادة- قليلا مع زميلي حيث حاول أن ينسلخ من أشواقه وذكرياته كأنها كابوس في نهاية تدوينته، بينما أنا ما زلت على عهدي بكليتي وشوقي وحنيني لها، فهي بيتي الكبير الذي مهما بعدت فإني أشتاق للعودة إليه.
وفي سياق هذا الموضوع، رأيت أن أذكر هنا بعض أبيات شعرية كنت قد كتبتها في شهر ديسمبر 2001 بعد تخرجي من الجامعة بأكثر من عامين، حيث كنت وقتها في زيارة قصيرة للجامعة وجاشت بي الذكريات، وشعرت بالحالة النفسية الشهيرة التي تنتابني عندما أمر على كليتي، رأيتني جالسا بين أصدقائي على أرصفة وسلالم وأسوار الكلية، رأيتني أجري في طرقاتها محاولا اللحاق بإحدى المحاضرات، رأيت جميع تصرفاتي المفعمة بالمرح والحيوية التي كان الجميع يعرفني بها، رأيت أصدقائي واحدا واحدا، رأيتهم يكلموني ويسألوني ويتعجبون من أحوالي كعادتهم معي، هل تريدون أن تعرفوا شيئا مما دار بيننا من حوار؟ ... لا أريد أن أطيل، فربما تجدون في الأبيات الشعرية وصفا أفضل لما قد أنثره.

Monday, September 5, 2011

أول يوم دراسي يا إياد الدين

بالأمس حصلت على أجازة استثنائية من عملي.
خرجت من بيتي باكرا صباحا في مناسبة استثنائية.
إياد الدين.. ولدي الأكبر.
الأمس كان أول يوم له بالمدرسة.
صحيح أنه ما زال في مرحلة كي جي 1.
إلا أنه قد وضع قدمه على طريق طويل قد لا ينتهي بأمر الله قبل 18 عاما!!
كان يوما سعيدا.
ذهبنا جميعا أنا وأمه وجده وجدته و...
إلى مدرسته التي تبعد عنا حوالي كيلومتر واحد.
"معهد طلائع الأزهر النموذجي"
كان يوما قصيرا، الكثير من الأطفال كلهم في نفس عمر إياد الدين.
أقاموا حفلة ترحيب بسيطة.
أراني أنظر إليه وقد شب وصار رجلا نافعا لأمته ولدينه وطائعا لربه قبل أي شيء.
أراني أشير إليه بين هامات القوم وقد بلغ من العلى ما لم أبلغه.
وما ذلك على الله بعزيز...

Monday, August 22, 2011

باي باي قذافي

بدون كلام كثير
مجرد سطور قصيرة
أحاول فيها أن أعبر عن الفرحة الكبيرة التي أعيشها
بسقوط طرابلس بيد الثوار والأنباء المتواترة عن اقتراب سقوط طاغية ليبيا القذافي
وغصب عني لابد أن أقول "باي باي قذافي" و"إلى مزبلة التاريخ" اللهم لا شماتة!!
في نفس الوقت الذي تتوق فيه النفس لسماع أنباء سقوط سفاح سوريا قريبا
وسقوط كل خائن في بلادنا العربية والإسلامية
إنها لحظات تختلط فيها الفرحة بالنصر بالخوف من المستقبل والمجهول
لا سيما وقد صارت بلاد المسلمين مستباحة لأعدائها
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله أسأل أن يخلف علينا وعلى جميع المسلمين خيرا مما فات
وأن يمكن للحق والعدل ولكلمته في الأرض
آمين...

Monday, July 4, 2011

سويسرا ثالث مرة - 4

اليوم أبدأ الكلام عن إقامتنا وتنقلاتنا في سويسرا، والتي عادة ما تأخذ شكلا نمطيا تكرر على مدار زياراتي الثلاثة إلى هذا البلد، وسأحاول أن أسجل الكثير عن ما شاهدته وتابعته من اللطائف والمواقف والأماكن والمناظر الجميلة التي تقابلنا في رحلاتنا عادة.
تهبط بنا طائرة الخطوط الجوية السويسرية (سويس أير) دائما في السابعة مساء في مطار زيوريخ، وفي جميع الرحلات يكون على الطائرة اجتياز كتلة كثيفة من السحب التي تغطي مطار زيوريخ الدولي، وعادة ما يصاحب اختراق الطائرة لهذه الكتل كمية من الاهتزازات العنيفة للطائرة تضطرب معها البطون وتتهاوى معها القلوب استجابة لما تتعرض له الطائرة من صعود وهبوط، حتى أنني أتخيل أنها ستكون النهاية، ولكن يكتب الله لي النجاة في كل مرة، لتهبط الطائرة على أرضية المطار المحاطة بالحشائش الخضراء والجبال من كل ناحية، وننزل من الطائرة في مطار زيوريخ ليقابلنا رجال الأمن، ولا أدري لماذا أشعر بأنهم يتوقفون طويلا أمام نوعين من الهويات، النوع الأول هو من تكون هذه هي زيارته الأولى لسويسرا أو الاتحاد الأوروبي، والنوع الثاني هو من يحمل جنسية مصرية!!
صورة من كاميرا موبايل صديقي مهندس/ أحمد قبل الهبوط في مطار زيوريخ بدقائق

Sunday, June 19, 2011

الشهيد



هذه قصيدة للشاعر الفلسطيني "عبدالرحيم محمود" كتبها في الثلاثينيات من القرن العشرين، قبل أن يستشهد بعشرة أعوام، كنت قد درستها وأنا في مراحل التعليم الإعدادي، وظل الكثير من كلماتها منقوشا في ذاكرتي، أتشرف بوجودها في مدونتي، وأتمنى ألا يستثقل أحد كلماتها، فهي من أروع القصائد التي قرأتها، وهذه شهادة من كاتب شعر لقصيدة.

سأحمل روحي على راحتي وأُلقي بها في مَهَاوي الرَّدَى
فإمّا حياةٌ تسُرُّ الصديقَ وإمّا مماتٌ يَغيظُ العِدَا
ونفسُ الشريف لها غايتانِ وُرودُ المنايا ونَيْلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعِشتُ إن لم أكن مَخُوفَ الجَنَاب حَرَامَ الحِمَى
إذا قلتُ أَصْغى لِيَ العَالَمون ودوّى مقاليَ بينَ الوَرَى
لعمرُكَ إنّي أَرى مَصْرَعِي ولكن أَغُذُّ إِلَيهِ الخُطَى
أَرَى مَصْرَعي دُونَ حَقِّي السَّلِيبَ ودُونَ بِلادِي هُوَ المُبْتَغَى
يَلَذُّ لأذُنِي سَمَاعُ الصَّلِيلِ وَيُبْهِجُ نفسي مَسِيلُ الدِّمَا
وَجِسْمٌ تَجَندّلَ في الصَّحْصَحَانِ تَنَاوَشُهُ جَارِحَاتُ الفَلا
فَمِنهُ نَصِيبٌ لِأُسْدِ السَّمَاءِ ومنهُ نَصِيبٌ لِأُسْدِ الشَّرَى
كَسَا دَمَهُ الأرْضَ بالأُرْجُوَانِ وأَثقلَ بِالعِطْرِ رِيحَ الصَّبَا
وعُفِّرَ مِنْهُ بَهِيُّ الجَبِينِ وَلكِنْ عُفَارٌ يزيدُ البَهَا
وبَانَ على شَفَتَيْهِ ابتِسَامٌ مَعَانِيهِ هُزْءٌ بِهذِي الدُّنَا
ونَامَ لِيَحْلُمَ حُلْمَ الخُلودِ ويَهْنَأَ فيهِ بِأَحْلَى الرُّؤَى
لَعَمْرِكَ هذا مَمَاتُ الرِّجَالِ ومَنْ رَامَ مَوتاً شَريفاً فَذَا
فكيْفَ اصْطِبَارِي لِكَيْدِ الحَقُودِ وَكَيفَ احْتِمَالي لِسَوْمِ الأذَى
أَخَوْفاً وعِنْدِي تَهُونُ الحَيَاةِ وَذُلاًّ وإنّي لَرَبُّ الإِبَا
بِقَلْبِي سَأَرْمِي وُجُوهَ العُدَاةِ فَقَلْبِي حَديدٌ وناري لَظَى
وَأَحْمي حِياضِي بِحَدِّ الحُسَامِ فيَعلَمُ قَومِيَ أنِّي الفَتَى

Friday, June 17, 2011

سويسرا ثالث مرة - 3

كنت أظن في بداية كتابتي لهذه السلسلة أنني سأتطرق لوصف الكثير من المعالم والأماكن الجميلة التي قمت بزيارتها خلال رحلتي الأخيرة لسويسرا، ولكنني شيئا فشيئا وجدتني أتطرق للحديث عن مواقف خاصة قابلتني وملاحظات سجلتها على بعض الناس والتصرفات والمواقف، وأشعر بأنني أتجنب وصف الأماكن وروعتها وجمالها، وربما يعود ذلك إلى اهتمامي بالتطور الحضاري الذي وصل إليه هؤلاء القوم وتسجيلي للكثير من الإيجابيات والسلبيات التي تنتشر في بلادهم.
واليوم أتحدث عن الأكل والشرب في بلادهم، وأول ما أتطرق إليه في هذا اليوم هو قانون لديهم بتحريم ذبح المواشي، هذا القانون الذي أظنه ساريا ومنتشرا في كل البلاد الأوروبية، وهذا القانون يفرض على من يريد إزهاق روح أي حيوان أن يستخدم أي طريقة للقتل فيما عدا الذبح وفقا للشريعة الإسلامية!! وهذا القانون صادر عن اعتقاد من أبناء هذه البلاد وبضغوط ممن يطلق عليهم جمعيات الرفق بالحيوان، حيث يعتقد هؤلاء أن الذبح وإسالة الدماء من عروق الرقبة الأمامية كما يأمرنا ديننا الإسلامي يعتبر تعذيبا للحيوان، فيما تخلو وسائل القتل الأخرى كالصعق بالكهرباء أو الضرب بالرصاص أو حتى الذبح من مؤخرة الرقبة من التعذيب وفقا لرؤيتهم، أو على الأقل يعتبرون هذه الوسائل أقل تعذيبا للحيوان المقتول مقارنة بذبحه وفقا للشريعة الإسلامية!!!!

Friday, June 10, 2011

بتاع الفول

هذه أربع قصص خيالية لحال سوق العمل في مصر والبلدان العربية للأسف، لا أظن أنها بعيدة عن ما يتعرض له الكثير ممن أعرفهم في أعمالهم، وأترك للقارئ رسم ما يريد من أفكار إذا أراد أن يكمل هو بمعرفته أيا من هذه القصص، حيث تنتهي كل قصة عند النقطة التي أصل فيها إلى هدفها الرئيسي.
الأول: رجل متخصص في عمل سندوتشات الفول، بالمصري بتاع فول، لديه خبرة كبيرة في عمل السندوتشات المطابقة للمواصفات المصرية والاسكندرانية والصعيدية السوهاجية منها والفيومية، وكالعادة لا يحصل من عمله هذا على ما يسد احتياجاته الأساسية، لا سيما وقد رزقه الله بعدد وافر من الأطفال، وذات يوم جاءه رجل متخصص مواسير ووصلات مياه وصرف صحي، بالمصري سباك، فقال له "عندي لك شغلانة سقع ح تكسب منها ذهب، تشتغل معايا سباك" فأخذ بتاع الفول يفكر ويفكر، وقرر بعد طول تفكير أن يهجر مهنته التي تربى عليها وكد فيها ولحم أكتافه هو وعياله منها طوال سنين طويلة ليعمل سباك عند الرجل صاحب العرض. انتهى
الثاني: رجل له نفس قصة الرجل الأول بتاع الفول، وله نفس التاريخ في هذه المهنة تماما مثل صاحبنا في القصة الأولى، وجاءه رجل سباك بنفس مواصفات السباك الأول، ولكنه قال له: "ما رأيك أن تترك المكان الذي تعمل فيه وتأتي لتعمل عندي، أنا عندي مطعم فول جديد وأريدك أن تتولى مهمة كبير الصنايعية في المطعم بضعف المرتب الذي تتقاضاه حاليا"، فأخذ بتاع الفول يفكر ويفكر، فقرر بعد طول تفكير أن يترك مكان عمله ويلتحق بالعمل الجديد، ليتفاجأ بأنه يعمل سباكا وليس بتاع فول ولا كبير صنايعية ولا حتى صبي، فالسباك ضحك عليه وجعله يترك عمله ليصبح بين ليلة وضحاها صاحب مهنة جديدة تماما غير التي يتقنها، ولكنه صار يتقاضى ضعف المرتب الذي كان يتقاضاه من عمله الأول. انتهى

Wednesday, June 8, 2011

"لماذا تمشي حافيا"



يحكى أنه كان هناك غابة يعيش فيها عدد من الحيوانات، وكان يحكم هذه الغابة أسد ويتولى نمر منصب الوزير والقائم على الأمور التنفيذية واللازم منه في الغابة، وكان من بين الحيوانات التي تعيش في تلك الغابة أرنب، ولم تكن العلاقة بين النمر وهذا الأرنب على ما يرام، وسعى النمر عدة مرات لطرد هذا الأرنب من الغابة بدون جدوى، وذلك راجع بالأساس إلى تميز الأرنب بذكاء ونباهة عالية، وتميز النمر بغباء ومحدودية وسطحية في التفكير لا يقارن بها أحد في الغابة!
ولم يستطع النمر أن يتغلب على كرهه وبغضه الشديد لذلك الأرنب، ولم تفلح جلسات الصلح وتقريب وجهات النظر بينهما، ويوما وراء يوم كان النمر يحاول تصيد الأخطاء للأرنب، والأرنب يحاول تجنب أي تصرف يمكن أن يوقعه تحت قبضة النمر المتسلط، ويحاول قطع الطرق عليه ويسد عليه كل الذرائع والحجج التي قد تتيح له مهاجمته.
وحدث أن النمر قد هداه تفكيره إلى افتكاس حجة جديدة لا يستطيع الأرنب أن يفلت منها، وقرر على الفور تنفيذها، وأخذ يبحث عن الأرنب المتعوس حتى عثر عليه واستوقفه وسأله: "لماذا تمشي حافيا؟" فانفرج فم الأرنب وتباعد فكه الأسفل عن فكه الأعلى وشخص بصره في ذهول ولم يستطع الإجابة على هذا السؤال العجيب! فما كان من النمر إلى أن هوى بيده على مؤخرة رقبة الأرنب وردد بصوت مرتفع: "ألا تسمعني؟ لماذا تمشي حافيا؟" ولم يستطع الأرنب المسكين أن يفيق من صدمة ذلك السؤال، فكل من بالغابة من حيوانات يمشي حافيا ولا يرتدي شيئا في قدميه!، فإذا بالنمر يوجه ركلة عنيفة بقدمه إلى مؤخرة الأرنب يدفعه بها مترين إلى الأمام وهو يتمتم: "إذا تكرر هذا الموقف منك مرة أخرى فلا تلومن إلا نفسك!!"

Saturday, June 4, 2011

"أين سوريا"

مر على آخر قصيدة كتبتها سنوات كثيرة، ولا أدري ما هو السبب، واليوم، ها أنا أقوم بنشر قصيدة جديدة لي، وللمرة الأولى أضع قصيدة من تأليفي على الإنترنت، وما زالت خبرتي متواضعة جدا في مجال النشر على الإنترنت، فأرجو أن أنجح في تنمية قدراتي في هذا المجال ومرحبا بأي مساعدة من أي صديق.
وكما تعودت سابقا، قبل أن أقدم أي قصيدة أسبقها بمقدمة صغيرة:

مقدمة:
قبل أن أقدم لكم هذه الأبيات التي كتبتها تعبيرا عما تعانيه سوريا الحبيبة من مواقف عصيبة، أراني منحازا لذكر بيتين من الشعر لأساتذتي، الأول لأمير الشعراء من قصيدته عن دمشق:
سلام من صبا بردى أرق                   ودمع لا يكفكف يا دمشق
فكم أجد لهذا البيت صدى في نفسي يجبرني أن أقدمه على ما كتبت من أبيات، وكيف لا وهو صادر عن عملاق الشعر العربي في العصر الحديث، وأما البيت الثاني، فهو أشهر بيت شعر يتم تداوله حاليا في العالم العربي، للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، ولكن بعد أن قمت بتعديل أخر كلمة في البيت لتتناسب مع الواقع:
إذا الشعب يوما أراد الحياة                  فلابد أن يستجيب البقر
وتحية واجبة لشهداء سوريا الحبيبة، وإلى ما كتبت من أبيات علها تلقى الاستحسان:

أينَ سُوريا؟ يا رفاقُ أَتَسأَلوني؟            هل أَفَقْتُم؟ أين أنتم من قُرونِ؟

Saturday, May 28, 2011

من روائع شعر الشافعي

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى ** وحظك موفور وعرضك صيِّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ ** فكلك عوراتٌ، وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايباً ** بقومٍ، فقل يا عين للناس أعيُنُ
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ** وفارق، ولكن بالتي هي أحسنُ

****

فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ** جعلت رجائي دون عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ** تجود وتعفو منة وتكرما

****

سويسرا ثالث مرة - 2

أتكلم اليوم عن جزء من رحلتي، وهو الجزء الذي ترك في ذاكرتي أكبر أثر، وحفر في عقلي مشهدا يصعب أن أنساه، وذلك على الرغم من أن هذا الجزء من الرحلة جاء محشورا في يوم مشحون بالمواقف والمشاهدات، وعلى الرغم من أنه لم يكن البداية، ولكنه الأهم، فأنا هنا أكسر قاعدة التسلسل وأحقق قاعدة الأهمية.
ذلك الجزء يبدأ في يوم العطلة الأسبوعية الوحيدة التي حصلت عليه خلال رحلتي، والتي انطلقت فيها أنا وزميلي في صحبة السيد/ ماتياس صاحب العمل الذي كنا منتدبين لديه، وكان جدول الرحلة مزدحما جدا كما ذكرت آنفا، ولكنني هنا أتوقف عند ساعة مرت علينا جميعا، ونحن في سيارته ننطلق داخل مدينة بريجينز، من منطقة فيندر الجبلية المطلة على بحيرة كونستانتس ومدينة بريجينز إلى قلب مدينة بريجينز وكان الوقت قبل العصر بحوالي ساعة، وحينها دار بيني وبين زميلي المهندس/ أحمد سالمان حوار صغير حول أننا إذا استمرت الرحلة بنا فلن نقوم بأداء صلاة الظهر، ويجب علينا أن نبحث عن طريقة ومكان نؤدي فيه الصلاة قبل أن يحين موعد العصر.

Monday, May 9, 2011

من قصيدة "إرادة الحياة" لأبي القاسم الشابي


وقالت لي الأرض لما تساءلت * * أيا أم هل تكرهين البشر؟
أبارك في الناس أهل الطموح * * ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان * * ويقنع بالعيش عيش الحفر
هو الكون حيٌّ، يحب الحياة * * ويحتقر الميت المندثر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور * * ولا الأفق يلثم ميت الزهر
ولولا أمومة قلب رءوم * * لما ضمت المَيْتَ تلك الحفر
فويل لمن لمن تشقه الحياة * * من لعنة العدم المنتصر

Sunday, May 8, 2011

سويسرا ثالث مرة - 1

للمرة الثالثة التي أقوم فيها بزيارة عمل إلى سويسرا، وللمرة الثالثة أشعر بانبهار بذلك الشعب، وتلك الطبيعة، وهذا النظام، ولكن بخلاف المرات السابقة، فإن هذه المرة قد حازت مني على اهتمام أدبي متنوع، فمن ناحية فقد أكثرت من الصور التذكارية لمعظم الأماكن التي قمت بزيارتها في كل من سويسرا والنمسا وليخنشتين، ومن ناحية أخرى ها أنا أكتب أول مدونة عن زيارة من تلك الزيارات، والفضل في ذلك يعود لدخولي عالم مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وعالم التدوين.
وقبل أن أبدأ في الحديث عن سويسرا وعن الرحلة، أريد أن أعرج في البداية على واقع تغير في حياتي خلال الشهور القليلة الماضية، فكم كنت أشعر بالتقوقع والانعزال خلال الفترة الماضية منذ أن أصبحت ربا لأسرة صغيرة، فأنا بطبعي شديد الارتباط أسريا ومتعلق بشدة بأبنائي وزوجتي، ولكن شيئا ما يبدأ يراودك بضرورة عمل شيء جديد، شيء متغير بعد فترة من الزمن، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار حبي الشديد للتعارف والتواصل مع الآخرين، ونهمي بالقراءة والكتابة، ورغبتي في أن أصنع شيئا جديدا، والروح الجديدة التي بدأت تدب في أوصالي وأوصال من هم مثلي من الطبقة الوسطى المتعلمة من أبناء مصر بعد الثورة، وأظن أنني قد وجدت ضالتي في مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر، ولكن يبقى شيء دائما أريد أن أقوله، أريد أن أحكيه، أريد أن أنتج شيئا في هذا البحر الواسع من الأحداث والصداقات المتداخلة والمتباينة، فبدأت أبحث عن بعض التدوينات المميزة، وشعرت أنني متأخر جدا بشأن البدء في التدوين، لا سيما مع وجود تجارب كثيرة لي في مجال كتابة المقالات والأشعار ولكن الزمن وكثرة الانشغالات والضغوط الحياة العملية والأسرية أبعدتني عن كل ذلك، هذا مع التسليم بوجود وقت فراغ بصفة يومية لا أجد ما أفعله، فقررت أن أدخل إلى هذا العالم حبوا، على أمل أن أصبح يوما ما فارسا من فرسانه، وكانت التدوينات الأولى لي سياسية على علاقة بالاستفتاء التاريخي الذي قام به المصريون على المواد الدستورية في 19/3/2011، والآن ها أنا أكتب أول مدوناتي الخاصة، الاجتماعية!!
سويسرا هي دولة فريدة في العالم، لها عدد من السمات المميزة التي تكاد لا تجد لها مثيلا في العالم، وأنا هنا أقدم بعض الحقائق عنها، فهي دولة لم تدخل طرفا في أي حرب أو نزاع دولي مسلح منذ انتهاء الحروب النابليونية في 1815، ونجحت في الحفاظ على كونها دولة محايدة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، بالإضافة إلى أنها دولة ذات حدود ثابتة ولم تتغير إلا في أضيق الحدود منذ القرن السادس عشر، وهي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي على الرغم من أنها محاطة من جميع الجهات بهذا الاتحاد، ولم تدخل عضوا في الأمم المتحدة إلا في 2002 على الرغم من وجود الكثير والكثير جدا من المكاتب والهيئات التابعة للمنظمة الدولية ولغيرها من المنظمات التي تتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرا لها بما فيها ثاني أكبر مقر للأمم المتحدة في العالم، وهي مهد مؤسسة الصليب الأحمر الدولية والمقر الرئيسي له في جنيف أيضا، ومدينتي زيوريخ وجنيف تدخلان بصفة مستمرة ضمن قوائم أفضل خمسة مدن لإقامة الإنسان وجودة الحياة على مستوى العالم، وهي دولة يحكمها نظام فيدرالي فريد، فلا يوجد لها رئيس محدد وإنما مجلس فيدرالي مكون سبعة أعضاء أو وزراء، ولها نظام مميز لإقرار القوانين، وهي دولة متعددة اللغات، والنسبة الكبرى من شعبها يتحدثون الألمانية ويقطنون الشرق والشمال الشرقي، ثم الناطقون بالفرنسية ويقطنون الغرب، ثم الناطقون بالإيطالية ويقطنون الجنوب، ونسبة صغيرة جدا يتحدثون الرومانية ويقطنون جزءا من الجنوب الشرقي، وكل فئة من هذه الفئات تعتبر لغتهم لغة أولى لهم، لدرجة أنك قد لا تجد من تتفاهم معه باللغة الألمانية إذا انتقلت إلى الشطر الفرنسي مثلا! إلى غير ذلك من السمات التاريخية والجغرافية الفريدة التي لا يكاد المرء يجدها في أي مكان آخر في العالم.