Tuesday, October 18, 2011

مع اللغة العربية


قمت خلال الفترة الماضية منذ بداية هذه المدونة بنشر تدوينتين من أشعاري، وكانتا عبارة عن قصيدتين خفيفتين، الأولى كانت قصيدة "أين سوريا" والثانية قصيدة "ها هنا"، والحقيقة أنني سعدت كثيرا بتجاوب زملائي وأصدقائي من قراء المدونة مع هاتين القصيدتين، لدرجة أنهما قد حازا على نسب عالية من القراءة في مدونتي البسيطة! لذلك فقد تجرأت وشعرت برغبة في نشرعدد من قصائدي القديمة التي تعود إلى عصور ما قبل التعقل ومر على كتابتها سنوات طويلة، وأتمنى من الله أن لا يعود ذلك القرار علي بخسائر نظرا لما قد تحتويه تلك القصائد من مواضيع مثيرة للقلاقل!!
ورأيت قبل أن أشرع في كتابة ونشر تلك القصائد أن أعرج على أمر هام، وهو ضرورة توجيه الشكر لأساتذتي في اللغة العربية الذين استقيت منهم العلم على مدار حياتي الدراسية، وحتى لا يكون الكلام مملا فسوف أسوق لكم بعضا من المواقف التي لا أنساها..
لا أذكر تميزا لغويا أو أدبيا أو نحويا حزت عليه أو تميزت به في مراحل دراستي الإبتدائية، بل إنني أذكر هنا أنني كنت قد حصلت على درجة متدنية جدا في امتحان اللغة العربية بالصف الرابع أو الخامس الإبتدائي بسبب موضوع التعبير أو الانشاء، وللحقيقة فقد كان عبارة عن "نكش فراخ"، ولما حاولت أن أحتج على الدرجة بحكم أنني الطالب الأول على المدرسة باستمرار، قام المعلم بإخراج ورقة الإجابة وقام بإطلاع والدي عليها (وهو بالأساس مدرس لغة عربية) لأقع في مشكلة كبيرة مع والدي وأحصل على علقة ساخنة من النوع المتميز!

البداية الحقيقية كانت في الصف الأول الإعدادي في مدرسة "كعب بن سور الإعدادية" بولاية المصنعة بسلطنة عمان تحت قيادة المعلم المغربي الفاضل الأستاذ/ عبدالسلام الفحصي، وأذكر هنا أنني كنت قد تغيبت عن الدراسة في أول العام الدراسي عدة أيام لمرضي ولم أكن قد قابلت الأستاذ بعد، وبعد عودتي وجدت الأستاذ/ عبدالسلام قد كون فكرة طيبة عن رفاقي من المتفوقين بالفصل، وكانت أول حصة أحضرها معه حصة تعبير أو إنشاء، ومر أسبوع قبل أن يقوم الأستاذ عبدالسلام بإعلان نتيجة كتابة موضوع التعبير لأحصل أنا على المركز الأول وأقف أمام جميع الطلاب لألقي على مسامعهم موضوع التعبير الفائز، وخلال ذلك العام الذي قضيته مع أستاذي الفاضل قدم لي الكثير من النصائح التي ما زلت أذكرها عن الكتب التي أقرأها لصقل موهبتي في الكتابة، وبحق فقد كان شخصا عظيما أتمنى أن أقابله أو أسمع عنه شيئا بعد حوالي ثمانية عشر عاما، علما بأنني كنت قد داومت على مراسلته لعدة سنوات قبل الانقطاع..
محطة أخرى مهمة هي دراستي على يد الأستاذ/ فهد حسين مطلق من الأردن بالصف الثالث الإعدادي، وكنت متميزا جدا في مادة اللغة العربية، وكنت قد بدأت أهتم بالشعر شيئا فشيئا، وأذكر أنني قد حصلت في شهر من الشهور على درجة 50 من 50 في اللغة العربية لتميزي في حفظ قصيدة "إرادة الحياة" حيث لم تكن مقررة علينا لنحفظها، ولكن الأستاذ منحني الدرجة الكاملة في كل فروع اللغة العربية بما فيها التعبير على غير العادة!
وفي الصف الأول الثانوي بعد أن انتقلت إلى مدرسة "الصلت بن مالك الثانوية" حصلت في امتحان نهاية العام على الدرجة النهائية في التعبير، وكان شرطا لحصول طالب على الدرجة النهائية في التعبير أن يوافق على ذلك كل أساتذة اللغة العربية في لجنة التصحيح وهو ما حدث، وكان ذلك حديث الساعة في المنطقة التي كنت أسكن فيها، والفضل حينها يعود لأستاذي التونسي/ وناس بن وناس.
وفي الثانوية العامة عدت إلى مصر لألتحق بمدرسة النقراشي الثانوية العسكرية، وأستقي مزيدا من الخبرات على يد معلمي بالفصل الأستاذ/ عماد الدين حسن، ومعلمي بالدرس الخصوصي الأستاذ/ أحمد عبدالحميد، وأحصل منهم على شهادات لا أنساها عن قوتي اللغوية، وعلى الرغم من ذلك فلم أحصل في امتحان الثانوية العامة على درجة جيدة!!
وفي الجامعة انتقلت إلى مرحلة جديدة في حياتي ألا وهي كتابة الشعر، وساعد جو الجامعة - واللازم منه - على صقل تلك الهواية عندي، حتى وصلت القصائد التي كتبتها إلى أكثر من ستين قصيدة كنت أراعي فيهم جميعا شروط الوزن، وكان أخي الذي يصغرني بعام يسخر مني ويطلق على ما أكتب لفظ "معلقات" نظرا لكتابتي باللغة العربية!
واليوم، أجدني وقد فارقت تلك الهواية منذ زمن، بينما أحتفظ بعدد من تلك القصائد القديمة لجمال محتواها الأدبي (مدح ذاتي!!)، وأحيانا أعود إليها لأقرأها خلسة بعيدا عن العيون حتى لا أتهم بالحنين للماضي، وضاق الوقت فما عاد يتسع لمثل تلك الأفعال.
أنا متأكد أنني سأجد من بين أصدقائي من يرفع سماعة الهاتف ليقول لي: لماذا تقرف الناس اللي بتحبك بقراءة مثل هذه الشخبطة، ما كفاية اللي إنت عملته فينا زمان!!
ولكن ربما يكون هناك رأي آخر!! عموما سنرى عند نشر أول قصيدة من تلك القصائد بعنوان "أم" غدا بإذن الله..

1 comment:

  1. أخى الكريم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جميل رغم تخصصك العلمى إلا أنك لم تهمل لغتك والتى هى أصل هوية الإنسان .أخى شوقتنا لاستقبال قصائدك ...
    نحن فى الانتظار على أحر من الجمر

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)