أسفل الجبل الذي يقع على قمته قصر الأمير |
هي إمارة ودولة مستقلة، يلتبس على كثير من الناس فيظنون أنها جزء من سويسرا، بسبب صغر حجمها وقلة تعداد السكان فيها وبسبب أن الجيش السويسري هو المسؤول عن حماية حدودها بناء على اتفاقية دولية بينهما، فهي دولة لا تمتلك جيشا ولا مطارا وحتى استاد لكرة القدم، وأمير هذه البلاد ذو الأصول النمساوية هو واحد من أغنى أغنياء أوروبا ويمتلك كنوزا من المقتنيات والتحف تأتي في قيمتها في المركز الثاني على العالم بعد مقتنيات ملكة انجلترا!
وعلى الرغم من ذلك، فهي تعتبر من أغنى دول العالم، بل إنها تعتبر أغنى من سويسرا التي تلقب ببلد الذهب، فليختنشتاين يمكن أن نقول عنها أنها كريمة سويسرا إذا جاز التعبير، حيث يشاع بين السويسريين مقولة تفيد بأن عدد الشركات الموجودة في ليختنشتاين أكثر من تعداد سكان البلد، وذلك نظرا لما تقدمه الحكومة هناك من تسهيلات وإعفاءات لتسهيل حركة التجارة والصناعة، حتى صارت الأعمال تتم في هذا البلد بأقل مجهود إداري، ويمكن للفرد هناك أن يكون مديرا لأربع أو خمس شركات في نفس الوقت!
أما بالنسبة للمجال العسكري، فقد حدث قبل سنة ونيف أن قامت سويسرا بمناورات عسكرية بالقرب من الحدود، وحدث أن "طاش" صاروخ أثناء المناورات ليسقط في منطقة غابات داخل أراضي ليختنشتاين وليحرق جزء من الغابات ويثير الرعب بين السكان، وهو ما أثار عاصفة من التهكمات والنوادر بين شعوب تلك المنطقة، بأن المناورات العسكرية لفرقة من الجيش السويسري ستحرق ليختنشتاين كلها!
إقامتنا في مدينة بوكس تجعلنا على بعد بضع مئات من الأمتار عن الحدود بين سويسرا وليختنشتاين، ما يجعل الوصول إليها أمرا يمكن تحقيقه سيرا على الأقدام، هذا بخلاف توفر حافلات بين المدن السويسرية الواقعة على الضفة الغربية للراين كمدينة بوكس ومدينة سارجانز وبين المدن الرئيسية في ليختنشتاين مثل فادوتز وبالزارز وشان.
اللغة الألمانية ولهجاتها المختلفة يتوفر فيها الكثير من مخارج الحروف التي تتراوح بين الكاف والخاء والشين، لذلك فإن نطق اسم هذا البلد يتراوح بين تلك المخارج ويتفاوت بين لهجات الألمانية المختلفة، وبالنسبة لنا يرتبط الاسم الصعب لهذا البلد باسم أكثر سهولة كنا قد ابتدعناه في زيارتنا الأولى حيث كنا نطلق عليها "ليك ليك"!
أنا ورفيق الرحلة م/ أحمد سالمان أمام أحد البرجين |
تعرفنا على هذا البلد منذ زيارتنا الأولى لها في 2006، في تلك الزيارة لم أتمكن من الاستمتاع كثيرا بوجودي بالقرب من فادوتز (عاصمة ليختنشتاين)، حيث كنت منشغلا بترتيبات زواجي بعد العودة إلى مصر بأيام، ففقدت تبعا لذلك فرصة الاستمتاع بزيارات متعددة قام بها رفاقي في تلك الرحلة إلى فادوتز بينما أنا قابع في غرفتي في الفندق أفكر وأحسب وأخطط!
والحقيقة أنني لا أعرف إجابة للسؤال: لماذا نذهب إلى فادوتز؟ ربما يكون الأمر لمجرد زيارة مكان جميل، ولكن الأماكن الجميلة متوفرة بكثرة في كل مكان حولنا! لست أدري.
لا يختلف إحساسك كثيرا في ليختنشتاين عن ما تشعر به أثناء وجودك في سويسرا، حتى العملة واحدة في كلا البلدين.
هناك بالقرب من المتحف الوطني في فادوتز يوجد برجين زجاجيين متقابلين، هذان البرجان يكسوهما لون غير تقليدي (لون فاكيوم) نعرفه في مهنتنا باسم لون AB، وهذا اللون يمثل أكبر منتج أقوم بإنتاجه في عملي، ولكن تغطية برجين زجاجيين بهذا الحجم بهذا اللون تعتبر عملية معقدة جدا لايدركها إلا متخصص في هذا المجال، ويعتبر تنفيذ هذا اللون على هذين البرجين تحفة فنية بكل المقاييس تعبر عن مدى الإتقان وجودة صناعة الفاكيوم التي تنتشر في هذا البلد، تلك الصناعة التي أعمل بها (سر أبوح به للمرة الأولى)، حيث أن ليختنشتاين كانت مقرا لواحد من أكبر مصانع الفاكيوم في العالم وهو مصنع بالزرز.
لا نذهب إلى هناك إلا لالتقاط بعض الصور والعودة مرة أخرى إلى بوكس، فيما يمكن أن نطلق عليه أنه نزهة لمجرد التغيير.
أعشق الجمال والطبيعة وأسلوبك شوقنى ولكن ما باليد حيلة احم احم فلوس :)
ReplyDeleteالسلام عليكم
ReplyDeleteكلما مر الانسان على ذكرياته يستعيد سحر اللحظة التى عاشها ويشعر ان حياته تتجدد خلاياها ويستمد من هذه الذكريات قوة تعينه على الاستمرار ومواصلة الحياة
دائما اسعد بقراءة ذكريات اسفارك الرائعة اخى بهاء فهى كلها طيبة نافعة مفيدة فيها العلم والثقافة والعمل
موفق دائما اخى وسدد الله خطاك
ولو انى ماعرفت معنى طبيعة عملك :) الاسم ملعبك شويتين
تحياتى بحجم السماء
أخي العزيز/ مسلم مصري...
ReplyDeleteكلنا يعشق الجمال.. والموضوع مش موضوع فلوس والله.. مجرد توفيق من ربنا أن كتب لي فرصة الذهاب لهذه البلاد في مهام تابعة للعمل.
يعني مش قاعد على تل فلوس ولا حاجة :))
تقبل تحياتي...
الأخت الفاضلة/ ليلى الصباحي...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الذكريات الجميلة لا نستطيع أن نفارقها أبدا.. يسعدني أن ما أكتبه هنا قد لاقى استحسانك.
لا تشغلي بالك كثيرا بطبيعة عملي، واحمدي ربنا :)
تقبلي تحياتي...
أخى الكريم : بهاء
ReplyDeleteالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هى المرة الأولى التى يصافح فيها عينى هذا الاسم
معلومات بالنسبة لى جديدة وإضافة قيمة
فجزاك الله خيراً وحفظك الله ورعاك
الاسلوب جميل
ReplyDeleteوالشرح أجمل ولكن
الم يك ممكنا ان تضع
لنا صورة البرجين الممزين؟
مرة أخرى أحييك على رحلتك الجميلة
التى أشركتنا معك بها(ومبروك الزواج:)
أستاذي الفاضل/ محمد الجرايحي...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
أنا أيضا وإن كنت قد سمعت عنها من قبل زيارتي لها (بحكم عشقي الشديد للتعرف على البلدان وطباعها) لكني كنت أظنها جزءا من سويسرا ولم أكن أعرف أنها دولة مستقلة، ناهيك عما عرفته من معلومات أخرى أوردتها هنا.
وهذا هو أحد أفضل ما جنيته من رحلاتي، المعرفة!
يسعدني أنني قدمت معلومة جديدة.
تقبل خالص تحياتي...
الأخت الفاضلة/ نوراهاتي...
ReplyDeleteأهلا وسهلا بك في زيارتك الأولى في "نبضات"
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة.
الصورة الثانية هي أمام أحد البرجين، ولإزالة اللبس، فإن البجين مصنوعين بالكامل من الزجاج وهما ليسا للسكن بل إنهما مجرد تحفة فنية تبرز مهارة الصناعة، عبارة عن قاعدة مثلث أقل من نصف متر مربع وبارتفاع ستة أمتار على الأقل، وجميع الأوجه الزجاجية مغطاة باللون الذي أشرت إليه، وهو تطبيق صناعي صعب جدا كما أشرت.
تقبلي خالص تحياتي...
.....
ReplyDeleteماشاء الله وصف بديع وشيق جدا
طريقتك فى الوصف مشوقه وممتعه جدا
احسستنى انى متواجد فى ذات البلد
ابن بطوطه المدونات ( ا / بهاء )
تحياتى
و تستمر الرحلات و معها كل يصلنا مفيد معك رحالتنا الكبير
ReplyDeleteتحياتي
أخي الغالي/ ممكن...
ReplyDeleteأهلا بك في زيارتك الأولى هنا في "نبضات".
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، أما لقب "ابن بطوطة المدونات" فهو لقب جميل جدا، وأظن أنني ما زلت بعيدا جدا عن استحقاقه، فما زالت رحلاتي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولا أجد فرصة للحديث إلا عن القليل من الأماكن.
تقبل تحياتي...
أخي الفاضل/ محمد أبو عزالدين...
ReplyDeleteجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة ومتابعتك الدائمة على الرغم من تقصيري الشديد معك ومع بعض الأصدقاء.
تقبل خالص تحياتي...
بصراحه معلومات قيمه جدا اول مره اعرفها
ReplyDelete_
ما لفت انتباهي في مقالك هو التسهيلات والعفءات التي تقدمها تلك الدوله الصغيره للمستثمرين مما كان له اثر رائع علي حركة التجاره والصناعه ,اتمني ان يستوعب المسئولين عندما هذا التموذج وغيرها من الدول التي ادركت ان الاستثمار لا ياتي الا اذا حصل تعديل وتطوير لمنظومة القوانيين التي كانت سببا في هروب المستثمرين
__
ظروف كثيره كانت سببا في تقصيري في متابعة مدونتك الرائعه
أخي الحبيب/ Rack your minds...
ReplyDeleteعود أحمد...
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة..
لا تعتذر يا صديقي فكلنا مقصرون.
تقبل خالص تحياتي...