هي مدينة تقع في شرق سويسرا، وعاصمة مقاطعة جراوبوندن ، تبعد عن مقر إقامتنا في مدينة بوكس حوالي 60 كيلومترا، تربطني بهذه المدينة علاقة غير طبيعية..
تعرفت على هذه المدينة لأول مرة في أول زيارة لنا إلى سويسرا في 2006، حيث اصطحبنا أحد العاملين بالشركة المضيفة إليها في يوم العطلة الأسبوعية، كان الهدف من تلك الزيارة هو التنزه وزيارة المركز الإسلامي بالمدينة لشراء لحوم يمكننا أن نأكلها (مذبوحة حسب الشريعة الإسلامية)، وهناك ذهبنا إلى مطعم تركي، كان يضع لافتة كبيرة مكتوب عيها "حلال"، كان ذلك بعد أسبوعين من أكل اللحوم البحرية فقط حتى فقدنا شهيتنا وأصابتنا بعض أمراض المعدة كنتيجة لعدم تغيير الطعام، فكان هذا المطعم فرصة لتناول اللحوم الحلال، ومنذ ذلك الحين ارتبطت بهذه المدينة بعلاقة استثنائية.
لم تمر أي زيارة لي إلى سويسرا إلا اصطحبت رفيقي في الزيارة إلى مدينة كور، وفي ثاني زيارة ذهبت إليها بهدف أكل اللحوم عند ذلك المطعم التركي، لنتفاجأ بأنه ما عاد موجودا!
لم تمر أي زيارة لي إلى سويسرا إلا اصطحبت رفيقي في الزيارة إلى مدينة كور، وفي ثاني زيارة ذهبت إليها بهدف أكل اللحوم عند ذلك المطعم التركي، لنتفاجأ بأنه ما عاد موجودا!
غير أن العلاقة لم تنقطع أبدا بهذه المدينة، وصارت زيارة هذه المدينة هي الحدث الأهم والأوجب في يوم العطلة الأسبوعية للتسوق وشراء بعض الهدايا للأهل.
تتعدد مظاهر المتعة في رحلتنا إلى مدينة كور، فهي فرصة لركوب القطار السويسري، الذي يعتبر ركوبه نزهة في حد ذاته لما يتوفر فيه من نظافة وهدوء والتزام غير معتاد في قطارات بلادنا، ثم إن هذه المدينة تتميز بهدوء رائع على الرغم من كونها عاصمة لأحد الأقاليم، فهي تقع على سفح جبل شاهق مغطى (كالعادة) بالأشجار والغابات، وتحيطها جبال الألب من جميع الجهات، وتشتهر بالجزء التاريخي منها والذي يقودك إلى إحدى قمم الجبال الشاهقة، كما تشتهر بنقاء المياه فيها (كباقي مدن الراين) حيث يوجد بها مصنع للمياه المعدنية، وتتوفر المياه في شوارعها رأسا من الجبل ونهر الراين، وقد صرت أحفظ شوارعها وممراتها التاريخية الضيقة وحتى المطاعم من كثرة تعلقي بهذه المدينة.
أما عن أجمل شيء يمكن أن يربطك بالرحلة إلى مدينة كور، فهي المناظر الخلابة والبديعة التي نشاهدها عبر نافذة القطار أثناء الرحلة.
لا يفوتني هنا أن أذكر أن إحدى المحطات التي نمر عليها هي مدينة لاندكوارت، واسم هذه المدينة له ذكريات قوية بمجال عملي، حيث أن هناك مصطلح يسمى "لاندا كوارتر"، وهو يخص موضوعا من أكثر المواضيع التي مرت علينا في مجال العمل تعقيدا، وكان ذلك منذ الزيارة الأولى، وكنا نتندر دائما على اسمها، وكيف أن ال "لاندا كوارتر" وراءنا في أي مكان نذهب إليه!
أمام محطة القطار بمدينة كور في سبتمبر 2009 |
صورة من القطار للجبال والخضرة في الطريق إلى كور في أبريل 2011 |
بجوار أحد الحدائق في قلب مدينة كور في أغسطس 2012 |
حيث أنى أسافر معك دائماً فى " من يوميات مسافر " ..
ReplyDeleteفقد كانت الرحلة ممتعة حقاً اليوم.
أشكرك كثيراً
أخي الحبيب/ محمد نبيل...
ReplyDeleteيا من تشاركني دوما رحلاتي وذكرياتي، أسعدني كثيرا تواجدك معي في رحلة اليوم.
جزاك الله خيرا..
مابين 2009 و2011 الفرق واضح ....
ReplyDeleteيدهشنى دائماً قدرتك الرائعة فى السرد بأسلوب مشوق وسلس وتقديم المعلومة فى سهولة ويسر محققاً لقارئك الفائدة والمتعة معاً.
بارك الله فيك وأعزك وحفظك ورعاك
أخي وأستاذي الغالي/ محمد الجرايحي...
ReplyDeleteأسأل الله أن يكون الفرق للأحسن :))
جزاك الله خيرا على كلماتك الجميلة.
تقبل خالص مودتي واحترامي..
دائما مع الاسفار رحالتنا الكبير
ReplyDeleteو دائما معك نطتشف مدنا جديدة
تحياتي لك و لدقة وصفك فمتى نراك في مدينة عربية ههه؟
تحياتي
أخي الحبيب/ محمد أبو عز الدين...
ReplyDeleteإنها متعة لا توصف، ونقلي لما شاهدته هنا هو لمحاولة تعميم الفوائد الكثيرة من السفر.
للعلم فقد كتبت من قبل عن "الدوحة" التي زرتها ليوم واحد أثناء سفري للصين، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أسافر فيه لمدينة عربية لتعلم تكنولوجيا جديدة أو استلام ماكينة متطورة.
تقبل تحياتي...