Saturday, May 28, 2011

من روائع شعر الشافعي

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى ** وحظك موفور وعرضك صيِّنُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئٍ ** فكلك عوراتٌ، وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايباً ** بقومٍ، فقل يا عين للناس أعيُنُ
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ** وفارق، ولكن بالتي هي أحسنُ

****

فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ** جعلت رجائي دون عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ** تجود وتعفو منة وتكرما

****

سويسرا ثالث مرة - 2

أتكلم اليوم عن جزء من رحلتي، وهو الجزء الذي ترك في ذاكرتي أكبر أثر، وحفر في عقلي مشهدا يصعب أن أنساه، وذلك على الرغم من أن هذا الجزء من الرحلة جاء محشورا في يوم مشحون بالمواقف والمشاهدات، وعلى الرغم من أنه لم يكن البداية، ولكنه الأهم، فأنا هنا أكسر قاعدة التسلسل وأحقق قاعدة الأهمية.
ذلك الجزء يبدأ في يوم العطلة الأسبوعية الوحيدة التي حصلت عليه خلال رحلتي، والتي انطلقت فيها أنا وزميلي في صحبة السيد/ ماتياس صاحب العمل الذي كنا منتدبين لديه، وكان جدول الرحلة مزدحما جدا كما ذكرت آنفا، ولكنني هنا أتوقف عند ساعة مرت علينا جميعا، ونحن في سيارته ننطلق داخل مدينة بريجينز، من منطقة فيندر الجبلية المطلة على بحيرة كونستانتس ومدينة بريجينز إلى قلب مدينة بريجينز وكان الوقت قبل العصر بحوالي ساعة، وحينها دار بيني وبين زميلي المهندس/ أحمد سالمان حوار صغير حول أننا إذا استمرت الرحلة بنا فلن نقوم بأداء صلاة الظهر، ويجب علينا أن نبحث عن طريقة ومكان نؤدي فيه الصلاة قبل أن يحين موعد العصر.

Monday, May 9, 2011

من قصيدة "إرادة الحياة" لأبي القاسم الشابي


وقالت لي الأرض لما تساءلت * * أيا أم هل تكرهين البشر؟
أبارك في الناس أهل الطموح * * ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان * * ويقنع بالعيش عيش الحفر
هو الكون حيٌّ، يحب الحياة * * ويحتقر الميت المندثر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور * * ولا الأفق يلثم ميت الزهر
ولولا أمومة قلب رءوم * * لما ضمت المَيْتَ تلك الحفر
فويل لمن لمن تشقه الحياة * * من لعنة العدم المنتصر

Sunday, May 8, 2011

سويسرا ثالث مرة - 1

للمرة الثالثة التي أقوم فيها بزيارة عمل إلى سويسرا، وللمرة الثالثة أشعر بانبهار بذلك الشعب، وتلك الطبيعة، وهذا النظام، ولكن بخلاف المرات السابقة، فإن هذه المرة قد حازت مني على اهتمام أدبي متنوع، فمن ناحية فقد أكثرت من الصور التذكارية لمعظم الأماكن التي قمت بزيارتها في كل من سويسرا والنمسا وليخنشتين، ومن ناحية أخرى ها أنا أكتب أول مدونة عن زيارة من تلك الزيارات، والفضل في ذلك يعود لدخولي عالم مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وعالم التدوين.
وقبل أن أبدأ في الحديث عن سويسرا وعن الرحلة، أريد أن أعرج في البداية على واقع تغير في حياتي خلال الشهور القليلة الماضية، فكم كنت أشعر بالتقوقع والانعزال خلال الفترة الماضية منذ أن أصبحت ربا لأسرة صغيرة، فأنا بطبعي شديد الارتباط أسريا ومتعلق بشدة بأبنائي وزوجتي، ولكن شيئا ما يبدأ يراودك بضرورة عمل شيء جديد، شيء متغير بعد فترة من الزمن، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار حبي الشديد للتعارف والتواصل مع الآخرين، ونهمي بالقراءة والكتابة، ورغبتي في أن أصنع شيئا جديدا، والروح الجديدة التي بدأت تدب في أوصالي وأوصال من هم مثلي من الطبقة الوسطى المتعلمة من أبناء مصر بعد الثورة، وأظن أنني قد وجدت ضالتي في مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر، ولكن يبقى شيء دائما أريد أن أقوله، أريد أن أحكيه، أريد أن أنتج شيئا في هذا البحر الواسع من الأحداث والصداقات المتداخلة والمتباينة، فبدأت أبحث عن بعض التدوينات المميزة، وشعرت أنني متأخر جدا بشأن البدء في التدوين، لا سيما مع وجود تجارب كثيرة لي في مجال كتابة المقالات والأشعار ولكن الزمن وكثرة الانشغالات والضغوط الحياة العملية والأسرية أبعدتني عن كل ذلك، هذا مع التسليم بوجود وقت فراغ بصفة يومية لا أجد ما أفعله، فقررت أن أدخل إلى هذا العالم حبوا، على أمل أن أصبح يوما ما فارسا من فرسانه، وكانت التدوينات الأولى لي سياسية على علاقة بالاستفتاء التاريخي الذي قام به المصريون على المواد الدستورية في 19/3/2011، والآن ها أنا أكتب أول مدوناتي الخاصة، الاجتماعية!!
سويسرا هي دولة فريدة في العالم، لها عدد من السمات المميزة التي تكاد لا تجد لها مثيلا في العالم، وأنا هنا أقدم بعض الحقائق عنها، فهي دولة لم تدخل طرفا في أي حرب أو نزاع دولي مسلح منذ انتهاء الحروب النابليونية في 1815، ونجحت في الحفاظ على كونها دولة محايدة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، بالإضافة إلى أنها دولة ذات حدود ثابتة ولم تتغير إلا في أضيق الحدود منذ القرن السادس عشر، وهي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي على الرغم من أنها محاطة من جميع الجهات بهذا الاتحاد، ولم تدخل عضوا في الأمم المتحدة إلا في 2002 على الرغم من وجود الكثير والكثير جدا من المكاتب والهيئات التابعة للمنظمة الدولية ولغيرها من المنظمات التي تتخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرا لها بما فيها ثاني أكبر مقر للأمم المتحدة في العالم، وهي مهد مؤسسة الصليب الأحمر الدولية والمقر الرئيسي له في جنيف أيضا، ومدينتي زيوريخ وجنيف تدخلان بصفة مستمرة ضمن قوائم أفضل خمسة مدن لإقامة الإنسان وجودة الحياة على مستوى العالم، وهي دولة يحكمها نظام فيدرالي فريد، فلا يوجد لها رئيس محدد وإنما مجلس فيدرالي مكون سبعة أعضاء أو وزراء، ولها نظام مميز لإقرار القوانين، وهي دولة متعددة اللغات، والنسبة الكبرى من شعبها يتحدثون الألمانية ويقطنون الشرق والشمال الشرقي، ثم الناطقون بالفرنسية ويقطنون الغرب، ثم الناطقون بالإيطالية ويقطنون الجنوب، ونسبة صغيرة جدا يتحدثون الرومانية ويقطنون جزءا من الجنوب الشرقي، وكل فئة من هذه الفئات تعتبر لغتهم لغة أولى لهم، لدرجة أنك قد لا تجد من تتفاهم معه باللغة الألمانية إذا انتقلت إلى الشطر الفرنسي مثلا! إلى غير ذلك من السمات التاريخية والجغرافية الفريدة التي لا يكاد المرء يجدها في أي مكان آخر في العالم.