Tuesday, February 26, 2013

طفلة غصب عنك.. قصة قصيرة جدا

 
ارتفع صوتها تستجدي المحسنين داخل عربات المترو وهي تشهر يدها اليمنى حاملة أكياس المناديل الورقية في وجه الركاب بطريقة مستفزة.
"حاجة لله يا اللي تصلي ع النبي"، ظلت ترددها بصورة تستثير الشفقة في النفوس وهي تغوص في بحر ركاب المترو المكتظ.
لم يسمح لي ازدحام المترو بالانتباه إلى كتفها الأيسر، كان يحمل طفلة صغيرة ذات وجه مستدير كالبدر.
تابعت الأم رحلتها في المترو بينما تعلقت عيون الصغيرة بعيوني.
وقبل أن تغيب عني فوجئت بالصغيرة تلوح بيدها لي وهي تبتسم ببراءة.
ابتسامة من لا تدري ما تخبئه لها الأقدار.
ابتسامة تجدها على وجه بنت الملوك وبنت الشحاذة على السواء. 

Saturday, February 16, 2013

من يوميات مسافر.. فرانكفورت (2)

تفاجأت برد مضيفة المطعم بالعربية التي عرفت أنها مغربية الأصل مقيمة في فرانكفورت، وما هي إلا لحظات حتى ذهبت وجلست في مكان ما بالمطعم واخترت الطعام الذي سأتناوله من قائمة الطعام، وكنت مغامرا جدا (على عكس عادتي)، حيث اخترت أصنافا لم أسمع بها من قبل...
وللحقيقة فقد تناولت في ذلك المطعم طعاما لم أتناوله في أي مكان آخر، ليس فقط من حيث النوع ولكن من حيث الجودة، فقد كان شهيا إلى حد لا يوصف، ويحتوي على كمية كبيرة من البهارات الفارسية التي كنت أتناولها لأول مرة.
وعلى مدار اليومين التاليين، كنت أتناول طعام الغداء في نفس المطعم، وفي إحدى المرات سألت المضيفة المغربية عن صاحب المطعم فأجابت بأنه إيراني مقيم في فرانكفورت هو وأمه التي تملك الفندق بينما هو يملك المطعم، فارتبت قليلا بشأن نوعية الطعام الذي أتناوله وما إذا كان فعلا حلال، فأجابت المضيفة بأنه "حلال على ذمة صاحب المحل!!".
وكالعادة، فإن أسفاري تكون بهدف العمل، وهذه المرة لم تكن الشركات التي سأزورها تقع في مدينة فرانكفورت تحديدا، وإنما كانت وجهة الزيارة الأولى إلى مقر إدارة أبحاث الفاكيوم التابعة لأكبر شركة زجاج في العالم، وتقع في مدينة "ماينز" إلى الغرب من فرانكفورت، وأما الزيارة الثانية في اليوم التالي فكانت إلى المقر الرئيسي لأكبر شركة فاكيوم في العالم في مدينة "ألزيناو" إلى الشرق من فرانكفورت، وقد اخترت الإقامة في مدينة فرانكفورت حتى أكون في موقع وسطي بينهما ولمزايا التنقل التي لا تتوفر لأي من المدينتين الأخريين.

Thursday, February 14, 2013

من يوميات مسافر... فرانكفورت (1)

انتهت زيارتي إلى مدينة جنيف بعد إقامة ثلاث ليال هناك، وفي صباح اليوم الرابع كنت على موعد جديد مع القطارات السويسرية، وهذه المرة كانت الوجهة مدينة بازل على الحدود الشمالية التي تفصل سويسرا عن ألمانيا، بهدف ركوب القطار الألماني الذي سيحملني إلى قلب ألمانيا، إلى مدينة "فرانكفورت"، وحيدا!!
كانت هذه هي زيارتي الثانية لألمانيا، وأما المرة الأولى فكانت قبل ذلك بحوالي أسبوع، عندما اصطحبنا السيد/ ماتياس من شركته في أقصى شمال شرق سويسرا إلى قرية ألمانية صغيرة بالقرب من الحدود تدعى "موس" واستغرقت تلك الزيارة بضع ساعات، ولكني لم أشعر بأي تغيير في تلك الزيارة، فالمكان والبشر وحتى اللهجة التي يتحدثون بها كل شيء كان شبيها جدا بسويسرا.
أما الزيارة التي أتحدث عنها الآن، فكانت لإحدى المدن الكبرى في ألمانيا، إلى فرانكفورت، وهناك تشعر بأن ألمانيا فعلا مختلفة!

Wednesday, February 13, 2013

من يوميات مسافر.. جنيف والعرب

أعود اليوم بعد انقطاع لاستكمال سلسلة تدوينات من يوميات مسافر...
وتدوينة اليوم راودتني رغبة بنشرها منذ أن تلقيت تعليقا على تدوينة "مراجع غير إسلامية" من الأخت حبيبة قالت فيه: "ليست المشكلة في اختلافهم عنا بقدر ما هي في اختيارنا لما نأخذه منهم..."
خطر على بالي حين قراءتي لذلك التعليق ما قابلني أثناء زيارتي لمدينة جنيف السويسرية... 
تلك المدينة التي تحيط بها فرنسا وبحيرة جنيف من ثلاث جهات، ولا يربطها بسويسرا سوى شريط ضيق، بحيث تبدو على الخريطة كأنها جزء من فرنسا اقتطعته منها سويسرا، والحقائق التاريخية تشير إلى أن جنيف هي من أولى المقاطعات التي أسست الاتحاد الكونفيدرالي السويسري.
إنها مدينة كبيرة، تعتبر ثاني أكبر مدن سويسرا من حيث تعداد السكان، وأكبر مدن الشطر المتحدث بالفرنسية في سويسرا، ويقع فيها كمية كبيرة جدا من مقرات المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية، ويكفي أن نقول أنها كانت المقر الرئيسي للأمم المتحدة قبل إنشاء المقر الحالي في نيويورك، وكان ذلك سببا رئيسيا في تنوع الثقافات في تلك المدينة بصورة لم ألاحظها في أي مدينة أخرى قمت بزيارتها.

Sunday, February 10, 2013

وسط البلد

نظرت إلى ساعتي، كانت الساعة تقترب من الخامسة والنصف مساء، لم يتبق على المغرب سوى أقل من عشر دقائق، ما يزال هناك وقت يسمح لي بأن أتناول وجبة سريعة قبل أن أصلي المغرب، وإذا جاء ذكر وجبة سريعة في وسط البلد فلا أجمل من سندوتشات آخر ساعة...
دلفت إلى فرع آخر ساعة القريب من ميدان طلعت حرب، كان المكان شبه فارغ وكأن الناس جميعا قد ذهبوا إلى حفلة مسائية، ثم علمت فيما بعد لماذا هجر الناس المكان.
تقدمت بطلبي إلى عامل السندوتشات وانتظرت حتى ينتهي من إعداد طلبي، كانت هناك مساحة من الوقت تسمح بحوار قصير جدا.
أمال العامل رأسه تجاهي وهمس بصوت خافت: "إيه رأيك في التحرش يا شيخ؟!"
كان السؤال مفاجئأ لي، حيث أنني لم أكن أتوقع أبدا أن هذا موضوع مطروح للمناقشة، ولوهلة تمنيت لو أنني تخلصت من لحيتي حتى أتمكن من النزول بمستوى الحوار بعيدا عن قيود اللحية في موضوع كهذا، ووجدتني في النهاية أغمز إليه بعيني وأنا أقول له: "هوه فيه أحسن من التحرش؟!"