الساحة أمام إحدى المدرجات وعلى اليسار معامل الجيولوجيا وهناك كنا نجلس |
قرأت تدوينة في مدونة "هكذا عاملتني الحياة" للزميل المدون "ماجد القاضي"، يتحدث فيها عن بعض ذكرياته الجامعية وشوقه وحنينه لجامعته وكليته وقسمه الذي درس به، وقد اكتشفت أنه خريج قديم مثلي من كلية العلوم، ولكنه من جامعة القاهرة وأنا من جامعة عين شمس، وهو من قسم الحيوان على ما يبدو وأنا من قسم الكيمياء والفيزياء، وبالتالي فكلانا يحمل لقب: "علومجي"، وقد لفت نظري كثيرا انفعالاته التي ذكرها في تدوينته التي كتبها عما انتابه من مشاعر عند زيارته لكليته بعد ستة عشر عاما من التحاقه بالجامعة، وبالتالي فهو في نفس عمري تقريبا! وقد لاحظت من كتابته شوقا وحنينا لأيام الجامعة، يعرفه جيدا كل من كانت له ذكريات جامعية جميلة، وأحسب أن خريجو كلية العلوم بالذات تربطهم علاقة قوية بكليتهم، غير أني أختلف -كالعادة- قليلا مع زميلي حيث حاول أن ينسلخ من أشواقه وذكرياته كأنها كابوس في نهاية تدوينته، بينما أنا ما زلت على عهدي بكليتي وشوقي وحنيني لها، فهي بيتي الكبير الذي مهما بعدت فإني أشتاق للعودة إليه.
وفي سياق هذا الموضوع، رأيت أن أذكر هنا بعض أبيات شعرية كنت قد كتبتها في شهر ديسمبر 2001 بعد تخرجي من الجامعة بأكثر من عامين، حيث كنت وقتها في زيارة قصيرة للجامعة وجاشت بي الذكريات، وشعرت بالحالة النفسية الشهيرة التي تنتابني عندما أمر على كليتي، رأيتني جالسا بين أصدقائي على أرصفة وسلالم وأسوار الكلية، رأيتني أجري في طرقاتها محاولا اللحاق بإحدى المحاضرات، رأيت جميع تصرفاتي المفعمة بالمرح والحيوية التي كان الجميع يعرفني بها، رأيت أصدقائي واحدا واحدا، رأيتهم يكلموني ويسألوني ويتعجبون من أحوالي كعادتهم معي، هل تريدون أن تعرفوا شيئا مما دار بيننا من حوار؟ ... لا أريد أن أطيل، فربما تجدون في الأبيات الشعرية وصفا أفضل لما قد أنثره.
ما أحلى أيام الجامعة.. قسم الفيزياء!! |
ما زِلتَ تجلسُ هاهُنا؟ ما زِلتَ تنظُرُنا هنا؟
كم مرّ من وقتٍ وكم دارَت بنا أيّامُنا
وبِنَفسِ مجلِسِنا نَراكَ كحارِسٍ لمكانِنَا
بين الوُرودِ وبينَ أشجارِ المحبّةِ والهَنا
تحتَ الظّلالِ الوارِفَاتِ السّامعاتِ حديثنا
فوقَ السّلالمِ والمصاطبِ بانتظارِ قُدومِنا
خلفَ المباني الشّاهِقاتِ الشاهداتِ لودّنا
ما زِلتَ تنظرُ للطيورِ بكل طرفٍ قد رَنا
ما زلتَ تُلقي بالسلامِ على الصّديقِ إذا دَنا
ما زِلتَ أنتَ كما عَرفنَاكَ بيومِ لقائِنا
تَبدو غريبًا من قديمِ العَهدِ جئتَ لعصرِنا
ما فيكَ تغييرٌ ولن تَنسَ المودّة بيننا؟؟
أنا لستُ أنسى ما نَطقنا من كَلامِ شِفاهِنا
أنا لستُ أنسى ما سَمِعنا من حَديثِ قلوبِنا
أنا لستُ أنسى ما حَيِيتُ ومهما طالَ زمانُنا
فهناك أشرفُ ما يزالُ يريد نُطقَ كلامِنا
وهناك عبدالله في صَفْوٍ يضُمُّ بَهاءَنا
وعلى يَمينٍ يدْنو طَهَ في هُدوءٍ نَحونَا
وإلى اليَسارِ نرى عليًّا شاردًا من دُونِنا
وهناك إسماعيلُ في دَعَةٍ يشاركُ رأيَنا
والمُصطفى يَرصدُ بِطرْفِ ثاقِبٍ أحوالَنا
بِجِوارِ إكرامي يُجَدّدُ ضِحكَةً بشِفاهِنا
يَصْحَبْهُ قدرِي، بالنِّكاتِ يُعطِّرونَ هَواءَنا
أَمّا غريبٌ، فهو رَمزٌ للنّذالَةِ بينَنا
أوَتَسألون بأنّ ذكرَانا وجَمعَ لقائِنا
ما زالَ يحيَا كأنَّما وَقَفَتْ بنا أيّامُنا؟
أوَتَعجَبونَ لأنِّي أجْلِسُ في مَكانِ جُلُوسِنا؟
فلْتَعلَمُوا أنّي سأَبقى مثْلمَا كنتُ أنَا
سأظَلُّ أجلِسُ في مَكانٍ كانَ دَوْمًا بَيتَنا
ولَسَوفَ تجِدُوني وأصحَابِي نُحَدّثُ بعضَنا
ولَئِنْ أتَيتُم بعدَ أعوامٍ ستلقَوْني هُنا!!
كتبت في 26/12/2001
أضيفت لها بعض الأبيات في 10/6/2005
ماشاء الله ..الأبيات رائعة حقاً
ReplyDeleteوأشكرأخى ماجد الذى أثار هذه الشجون بداخلك......
تقبل تقديرى واحترامى
السلام عليكم
ReplyDeleteماشاء الله ابيات رائعه
دمت وفيا لقلمك ودام نبض قلبك
تحياتي ^_^
أ. محمد الجرايحي..
ReplyDeleteأشكر لك إطراءك الراقي، والفضل في التعرف على أخي ماجد يعود بالأساس لمدونتك التي لا يزورها إلا كل ذي شأن.
تقبل تحياتي..
سفيرة المحبة..
ReplyDeleteأهلا وسهلا بك في مدونة نبضات، التي أدين فيها بكثير من الفضل لأستاذي بالمرحلةالإعدادية الذي غرس في نفسي حب اللغة العربية وإتقانها وهو الأستاذ/ عبدالسلام الفحصي من مدينة "فاس" بالمغرب، فأهلا بك مرة أخرى وبكل أهل المغرب الكرام..
تقبلي تحياتي..
بسم الله وبعد
ReplyDeleteبوركت أخانا في الله على الطرح الطيب
تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك
موقع المنشد مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
صفحة أحلام الرنتيسي – هذه سبيلي
الأخوة مازن الرنتيسي ● أحلام الرنتيسي
ReplyDeleteجزاكم الله خيرا..
تحياتي لرقي الحرف و طيبة النفس
ReplyDeleteو بهاء الطرح ..
الأخ/ منجي باكير...
ReplyDeleteأشكر وأثمن لك كلماتك الرقيقة..
تقبل تحياتي..
السلام عليكم
ReplyDeleteهههههههههه عجبني الشعر (العفوي) رغم أني ماليش في الشعر زي مانت عارف!!
لكن الموضوع طبعا جذاب... :)
تشرفت أخي الكريم أن تكون تدوينتي محور حديثك هنا.. وآسف على التقصير إذ دعوتني منذ فترة لكني للأسف كنت من المسوفين!!!
توضيح صغنن: لم يكن كابوسي هو ذكريات الكلية نفسها.. بل كان تواجدي في الكلية دون أحبتي هو المؤلم؛ فشبهته بكابوس أن يرحل أحباؤك في الدنيا وتبقى وحيدا (ما زلت على اتصال وطيد بشلة الكلية بالمناسبة).
تحياتي الدائمة أخي العلومانجي.
أخي العزيز/ ماجد القاضي..
ReplyDeleteتشرفت بتواصلك معي، وأتفق مع كلماتك تماما ومعك مليون حق، فالأماكن لا تساوي شيئا بدون أصحابها، لا حرمنا الله منها ومنهم.
تقبل تحياتي المعطرة بأجمل روائح الإسترات...