هذه أربع قصص خيالية لحال سوق العمل في مصر والبلدان العربية للأسف، لا أظن أنها بعيدة عن ما يتعرض له الكثير ممن أعرفهم في أعمالهم، وأترك للقارئ رسم ما يريد من أفكار إذا أراد أن يكمل هو بمعرفته أيا من هذه القصص، حيث تنتهي كل قصة عند النقطة التي أصل فيها إلى هدفها الرئيسي.
الأول: رجل متخصص في عمل سندوتشات الفول، بالمصري بتاع فول، لديه خبرة كبيرة في عمل السندوتشات المطابقة للمواصفات المصرية والاسكندرانية والصعيدية السوهاجية منها والفيومية، وكالعادة لا يحصل من عمله هذا على ما يسد احتياجاته الأساسية، لا سيما وقد رزقه الله بعدد وافر من الأطفال، وذات يوم جاءه رجل متخصص مواسير ووصلات مياه وصرف صحي، بالمصري سباك، فقال له "عندي لك شغلانة سقع ح تكسب منها ذهب، تشتغل معايا سباك" فأخذ بتاع الفول يفكر ويفكر، وقرر بعد طول تفكير أن يهجر مهنته التي تربى عليها وكد فيها ولحم أكتافه هو وعياله منها طوال سنين طويلة ليعمل سباك عند الرجل صاحب العرض. انتهى
الثاني: رجل له نفس قصة الرجل الأول بتاع الفول، وله نفس التاريخ في هذه المهنة تماما مثل صاحبنا في القصة الأولى، وجاءه رجل سباك بنفس مواصفات السباك الأول، ولكنه قال له: "ما رأيك أن تترك المكان الذي تعمل فيه وتأتي لتعمل عندي، أنا عندي مطعم فول جديد وأريدك أن تتولى مهمة كبير الصنايعية في المطعم بضعف المرتب الذي تتقاضاه حاليا"، فأخذ بتاع الفول يفكر ويفكر، فقرر بعد طول تفكير أن يترك مكان عمله ويلتحق بالعمل الجديد، ليتفاجأ بأنه يعمل سباكا وليس بتاع فول ولا كبير صنايعية ولا حتى صبي، فالسباك ضحك عليه وجعله يترك عمله ليصبح بين ليلة وضحاها صاحب مهنة جديدة تماما غير التي يتقنها، ولكنه صار يتقاضى ضعف المرتب الذي كان يتقاضاه من عمله الأول. انتهى
الثالث: رجل له نفس قصة الرجل بتاع الفول في القصتين السابقتين، وجاءه سباك وقال له نفس ما قاله السباك في الحالة الثانية تماما وأنه سيعمل في محل فول بمرتب ضعف ما يتقاضاه حاليا، لذلك فقد قرر بتاع الفول أن يترك عمله ويذهب للعمل في المكان الجديد معتقدا أنه سيستمر بتاع فول بل بضعف المرتب، ليتفاجأ أيضا بأنه يعمل هناك سباكا وليس بتاع فول، ولكن الجديد هنا أنه في آخر الشهر وجد نفسه يتحصل على مرتب أقل من ربع المرتب الذي كان يتقاضاه من عمله الأول. انتهى
الرابع: رجل له نفس قصة صاحبنا بتاع الفول، وجاءه سباك وقال له نفس ما قاله السباك في الحالة الثانية والثالثة تماما، وقرر أن يترك عمله ويلتحق بالعمل الجديد في محل الفول الذي يمتلكه السباك تماما مثل سابقيه، ليتفاجأ مثلهما أيضا أنه يعمل سباك وليس بتاع فول، و صار يتقاضى ربع المرتب الذي كان يتقاضاه في عمله الأول، ولكن الجديد هنا أن السباك صاحب العمل الجديد يمر عليه في مكان عمله في سباكة المواسير كل يوم مرتين أو ثلاث مرات، وفي كل مرة يوجه إليه عبارة واحدة: "الله ينور، إيه الجمال ده، سندوتشات الفول اللي طالعة من تحت إيدك في منتهى الطعامة، ياريتك تفضل تعمل سندوتشات فول بالجودة دي كدة على طول!!!". انتهى
بهاء طلعت
10/6/2011
أتمنى رؤية انطباعات من الأصدقاء عن ما يتم نشره بالمدونة
ReplyDeleteنسيت ياهندسه قصه خامسه ( راجل بتاع فول جاءه رجل سباك وعرض عليه العمل لديه فى مطعم الفول اللى هو مش مطعم وباجر 1/2 مضاعف وبعد ماراح ملقاش نفسه بتاع فول قجاله راجل تانى مبيض محاره طلب منه العمل معاه فى مشروع تيك اواى بمرتب عالى فراح يشتغل معاه ليفاجأ بالعمل صبى مبيض محاره ومن غلبه راح يدور فى المطاعم على وظيفه لغاية مالقى وظيفه فى مطعم ايطالى كبير عايز يفتح ترابيزه اكل مصرى فطلب التعيين فعينوه بنفس المرتب وفجاءه وجد نفسه منظف حمامات ومن غلبه رضى باللى ربنا قسمهوله ومرت الايام لغاية متعرف على واحد يريد ان يفتح مطعم فول وطعميه وطلب منه يرشحله حد يشتغل معاه فرشح نفسه ليعمل معاه فرحب الرجل ولكن للاسف يوم الافتتاح لقى صاحب المخل قدرة الفول مليانه فول وصرف صحى واسمنت وجبس وصابون غسيل وديتول.انتهى.
ReplyDeleteرائعة، من أفضل تدويناتك التي قرأتها، إستطعت أن تُلخص المشاكل الرئيسية للموظفين في مصر، كل مشكلة وسببها...
ReplyDeleteتحياتي :)
م. محمود عمران..
ReplyDeleteسعدت وتشرفت بوجودك وتعليقك الجميل.
تقبل تحياتي..
عزيزي ع. سالم..
ReplyDeleteشكرا جزيلا على الإطراء والتعليق الجميل، وجزاك الله خيرا..
تقبل تحياتي...