كنت هناك منذ بضعة أيام، تفقدت المكان فلم أجدك.
كنت تملأين الدنيا فرحا وبهجة وحبا و ... كل شيء جميل.
ما زلت أذكر الكثير مما كان بيننا من علاقة خاصة جدا.
عند انصرافي، سلكت طريقا مختلفا، طريقا كنت أسلكه عند مغادرتي أثناء مراحل الدراسة، اشتقت إليه.
عند المنعطف عادت بي الذكرى إلى ما كنت أفعله وتفعلينه.
كنت تقفين في شرفة المنزل، تتبعيني بنظرك، حتى إذا أوشكت على الانعطاف مغادرا الشارع وقبل أن أختفي من ناظريك، كان لابد أن ألتفت إلى الخلف، ألوح لك بيدي، وتلوحين لي بيدك، في لحظة كانت تتكرر يوميا.
ومهما كانت الأحداث، كنت تحرصين دوما على الاستيقاظ مبكرا، للقيام بعدد من المهام، وأهمها هي تلك اللحظة التي نتبادل فيها التلويح بالأيادي عند المنعطف.
وجدت نفسي أفعل تماما ما كنت أفعله، أسلك نفس الطريق، وعند المنعطف، التفت لألقي نظرة على الشرفة حيث طالما كنت تقفين، تفحصت بشغف، ولكن الظلام كان دامسا وحجب الرؤية.
...
رحمك الله يا أمي.