نظرت إلى ولدي المستلقي بجواري يحمل في أحضانه لعبة العيد، تلمسته بيدي، ما زالت حرارته مرتفعة، إنه يهذي، لو كان جبلا لتفتق بفعل تلك الحرارة! شددت الملحفة وغطيت أكتافه جيدا.
لا أدري هل انخفضت حرارة الجو فجأة أم أنه جو الريف المصري المشبع بالرطوبة؟
لسعة البرد شعرنا بها جميعا في صلاة العيد في المصلى المكشوف وسعدنا بها، فها هو الشتاء قد هل بعد طول انتظار، لكن لم يتخيل أحدنا أن تلك اللسعة قد تذهب بفرحة العيد التي طالما انتظرها الأطفال.
شردت ببصري قليلا لسقف الغرفة، تذكرت أطفالا آخرين تفصلنا عنهم مسافات طويلة.
لم يشعروا بفرحة العيد، اشتاق لهم مصلى العيد، واشتاقوا للعبة العيد، هذا لمن شهد منهم العيد!
ها قد أقبل عليهم العيد والشتاء، لا ملاحف، لا أدوية، لا تدفئة، ... لا أمن!
لك الله يا قدس، لك الله يا غزة، لك الله يا سوريا.