Tuesday, August 13, 2013

بين حواري الذكريات (2) ... ضربني بالأمس

سمعنا صرخة مدوية أتت من الغرفة المجاورة، تلاها صوت بكاء شديد مع صرخات متقطعة، بعدها بلحظات دخل علينا وهو يجهش بالبكاء واضعا إحدى يديه على مؤخرة رقبته.
بعدها بقليل دخل أخوه الأصغر "محمود" متوترا وجلس على أحد الكراسي المجاورة دون أن ينطق.
توجهت الأسرة بالكامل إلى "بسام" الذي كان ما يزال يبكي بحرقة، وبدأنا نتفقد رقبته من الخلف، فلاحظنا وجود نقطة سوداء غير طبيعية في مؤخرة رقبته من الأسفل، فحاولنا تهدئته لنفهم ماذا حدث.
بدأ "بسام" يهدأ قليلا ولكنه ما برح يضع يده على مؤخرة رقبته مكان تلك النقطة، وبدأ يشرح لنا كيف أن أخيه الأصغر "محمود" قد فاجأه بأن غرس سن القلم الرصاص في مؤخرة رقبته بينما كانا يلعبان معا، وهنا انفجر "محمود" بالبكاء هو الآخر، وبدا أنهما على وشك الدخول في مشاجرة تحت ستار من البكاء الحارق.
استمرت الأسرة بالكامل في محاولة تهدئة الطرفين، وبعدها توجهنا جميعا إلى "محمود" بالسؤال الطبيعي عن سر قيامه بهذا الفعل الجنوني، فما كان رد "محمود" إلا أن قام بتوجيه سؤال إلى أخيه المصاب "بسام":
ألم تقم بضربي بالأمس؟

No comments:

Post a Comment

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)