مرة أخرى أجدني مضطرا إلى الكتابة عن تقلبات الأحداث تاركا ما كنت قد بدأت في الحديث عنه حول التقلبات المكانية، وتدوينة اليوم (الطويلة جدا) دفعني لكتابتها ما هو حادث في الفضاء الصوتي والمرئي من أحداث متعلقة بالفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسأتكلم فيها عن موقف نادر جدا تعرضت له، وسأتبعها بتدوينة أخرى أعلق فيها على الموقف بإذن الله.
كان ذلك في أول أيام رمضان الماضي، كان اليوم الأول لنا في مدينة زيوريخ في سويسرا، صلينا الجمعة بمركز الشيخ زايد الإسلامي أنا ورفيقي في الرحلة المهندس/ محمد عبدالعظيم، وذهبنا نتنزه قليلا، زرنا بحيرة زيوريخ والتقطنا بعض الصور الجميلة، وبدأت السماء تمطر، فقررنا العودة للفندق، صعدنا إلى كوبري أعلى البحيرة في طريق العودة، وأثناء عبورنا للطريق أعلى الكوبري ووسط زحام السيارات، فوجئنا بمن يقول لنا: "السلام عليكم"!!
الحقيقة أننا استمعنا إلى تحية الإسلام في هذه البلاد، لكن من أشخاص مسلمين نعرفهم جيدا، أو من آخرين لا نعرفهم ولكن التقيناهم في أماكن كالمسجد مثلا أو في الطريق من أشخاص تبدو عليهم الملامح العربية، أما أن نتفاجأ بمن يلقي علينا السلام هكذا من الأوروبيين، فهذا لم يحدث ولم نكن نتخيل أنه قد يحدث! كانا شخصين رجل وامرأة ملامحهما أوروبية، الرجل يبدو في الأربعينيات والسيدة تبدو في الخمسينات، وهي غير محجبة، وعرفوا أننا مسلمين من ملامحنا العربية ولحيتي المميزة!
عبرنا الطريق المزدحم معا نحن الأربعة، وبدأ الحوار بيننا، ذلك الحوار الذي استغرق أكثر من ساعة ونصف، كنا فيها واقفين أعلى الكوبري تحت المطر، وكان ذلك قبيل العصر.
في البداية لم يخالجني شك في أنهما مسلمين، فقد بدأ الحوار بأن سألونا عن رمضان، وكيف نمارس الطقوس الدينية هنا في زيوريخ وهل هناك فرق بين رمضان هنا ورمضان في مصر، أسئلة عادية جدا نتعرض لها كثيرا من المسلمين وغير المسلمين ممن سمعوا عن الإسلام في تلك البلاد، لكن لفت نظري أن لديهما خبرة ببعض الطقوس الدينية الإسلامية التي لا يحيط بها غير المسلمين علما، فمثلا كانا يعرفان أن رمضان مرتبط برؤية الهلال، ولديهما معرفة بأن الإفطار يكون عند المغرب، وعادة لا يعرف هذه المعلومات في بلاد كهذه سوى المسلمين، أو من لهم سابق دراية بالإسلام.
دار الحوار بيننا حول بعض طقوس الإسلام، واستمر هذا الحوار حوالي نصف ساعة، كان إحساسي خلالها ينتقل تدريجيا من كون الشخصين مسلمين، إلى كونهما من عصاة المسلمين، إلى احتمال انتمائهم إلى إحدى فرق الإسلام الضالة كالأحمدية، إلى شكي في أنهما من الشيعة، لدرجة أنني أصابني شك أنهما قد يكونا بهائيين! كان الرجل فقط هو من يتحدث بينما كانت المرأة تكتفي بالمتابعة للحوار مع نظرات غريبة.
بعد بداية إسلامية، انتقل الرجل للحديث في بعض مناطق الشك واللبس والشبهات في ديننا، وهذا هو ما أقلقني بشأن طبيعة انتمائه الديني، إلى أن بدأ يتكلم عن "الأحلام"، وسألنا "هل سمعتم عن الأحلام؟" "هل جرب أحدكم أن يشاهد حلما يهديه إلى الحقيقة؟" ثم قام بإخراج سي دي من حقيبته قال إنه يتحدث عن أناس من جميع أنحاء العالم تعرضوا ل"الأحلام" وكان ذلك سببا في هدايتهم وأهداه إلى رفيقي، ولفت نظري أنه كان دائما يقول "دينكم"! ثم سألنا إذا ما كان في "دينكم" شيء شبيه بذلك؟ شيء يتواصل به الرب مع الناس عبر الأحلام ليوصل رسالة معينة تهديهم في هذه الدنيا، وبصراحة فقد كنت مستغربا أكثر مني مستعدا للإجابة عن سؤال كهذا! ثم بدأ يلقننا الإجابة، فبدأ يتحدث عن ليلة القدر، وكيف أن الله قد يتواصل مع الناس في هذه الليلة ويهديهم إلى الحق! وسألنا: "ألم يحدث هذا مع أحدكم؟"، ثم بدأ بإرسال بعض من الأسئلة الغريبة: "هل أنت طيب أم شرير؟ هل أنت واثق من أنك من أهل الجنة؟"، وكان ردي عليه منطلقا من كونه مسلم أيضا ولكنه جاهل، بأن الطالب إذا دخل الامتحان وقام بالإجابة على كل الأسئلة، فلا يستطيع أن يجزم ويقطع بأنه ناجح إلا بعد ظهور النتيجة، وكذلك حياتنا في هذه الدنيا، فنحن نعمل ونجتهد والنجاح ودخول الجنة هو أمر بيد الله لا يمكننا أن نجزم به ونحن ما زلنا في دار الامتحان.
كان الرجل يتحدث عن أشياء نعلمها جميعا كمسلمين، ولكن بأسلوب وبمنطق غريب، ربما لم يخطر على بال أحد منا، وهو ما دفعني بعد حوالي ربع ساعة إلى أن أسأله: "هل أنت مسلم؟" وظل يحاول تجنب الإجابة المباشرة إلى أن مرت نصف ساعة كاملة حيث قال ردا على سؤالي الذي كررته عليه: "أنا لم أقل إنني مسلم، ولم أقل إنني لست مسلما!"، فسألته: "يعني أنت مسيحي؟" فأجاب: "أنا لم أقل ذلك!"، لتنتهي المرحلة الأولى من الحوار الذي دار بيننا.
بدأت المرحلة الثانية والتي استغرقت نصف ساعة أخرى، كان في معظمها يتكلم ونحن ننصت، لم يمنحنا فرصة للرد عليه أو مناقشته، وبصراحة فقد كنا ملتزمين معه جدا بأدب الحوار، حيث لم يحاول أحد منا أن يقاطعه، وكانت المرأة تراقبه وتنظر إلينا وقسمات وجهها تعبر عن تأييدها لما يقول، وبدأنا نسمع منها بعضا من العبارات المؤيدة له.
كان الرجل يتحدث عن المعاناة التي يتعرض لها الملايين من البشر، جوع وفقر ومرض وتخلف، ما ذنب الأطفال؟ ما ذنب ملايين الأبرياء الذين يموتون كل عام من ويلات الحروب في أفريقيا وآسيا؟ طال حديثه في هذه النقطة كثيرا، وكانت المرأة تدخل أحيانا في الحوار لتأييده.
أشار الرجل إلى أنه درس مقارنة الأديان، ويعلم كثيرا عن الإسلام من دراسته، وواصل محاولاته لإثارة انتباهنا إلى المشاكل الكثيرة التي تعانيها البشرية، ليصل في النهاية إلى سؤال محدد عن كيفية الخلاص من كل تلك المشاكل والكوارث؟ وإجابته كانت ترتكز على نقطة واحدة فقط، وهي أن المسيح عليه السلام قد قُتل فداء لكل هؤلاء القتلى من المظلومين من البشر، لقد محى قتل المسيح كل ذنب اقترفه هؤلاء البشر، فهو من هذه الزاوية يعتبر "مخلِّصًا" أو كما يقولون: “Redeemer” لكل الأبرياء من بني البشر.
هذه النقطة كانت مفصلية في الحوار، حيث كانت تعتبر نهاية المرحلة الثانية من الحوار والتي انتقل الحوار بعدها إلى المرحلة الأخيرة والتي استمرت لأكثر من نصف ساعة أخرى، وكانت عبارة عن حوارات متبادلة بيننا، واشتركت المرأة في هذه الحوارات بقوة، وكانت الحوارات أحيانا ثنائية، وأحيانا تجمعنا كلنا.
أوضح الرجل أنه زار بلدانا عربية وإسلامية كثيرة، وتعرف على الكثير من المسلمين الذين كانوا يسألونه: "لماذا نموت؟ ما ذنبنا؟"، وكان ذلك مقدمة لأن تصرح المرأة لنا أنها راهبة تعمل في مجال التبشير، على الرغم من أن الرجل لم يصرح بذلك، وكيف أنهم زاروا المغرب والصومال وجنوب أفريقيا وغيرها من البلدان، وأنهما طبعا لو كانا في تلك البلدان ما تجرءا على الإفصاح عن هويتهما الحقيقية وأنهما يمارسان التبشير، ولكن يمكنهما أن يتكلما هنا في أي شيء، لا سيما مع ما وجدوه من حوار مثمر مع عقول متفتحة كعقولنا!
بدأ الحوار يأخد صورة الدعوة من جانبهما لنا ولكل الناس أن نقرأ الإنجيل ونقرأ سيرة السيد المسيح ونتعلم منها، مع اتهام صريح للإسلام بأنه قصَّر في توصيل تلك السيرة العطرة لأتباعه، لذلك فعلى المسلمين أن يقرأوا تلك السيرة لهذا النبي "المخلّص" من مصادرها في الكتاب المقدس، لما لهذه السيرة من أهمية كبرى في حياة البشر كلهم، فهو "المخلِّص" للبشر من كل الآلام وأشكال العذاب!
تركزت ردودنا عليهما على ما أثير في المرحلة الأخيرة من نقاط حول مجموعة من الحوارات:
الحوار الأول: سألتهما "لماذا أقرأ سيرة المسيح من مصادركم إذا كان القرءان قد أغناني عما في غيره من المصادر، ففيه يتوفر الكثير عن حياة المسيح؟" الإجابة: "لم يعط القرءان المسيح حقه الكافي بسرد كل تفاصيل حياته وتعاليمه" سألتهما: "نحن نؤمن أن ما جاء في القرءان كافٍ، فلماذا أتعلم المزيد؟ لو كان هناك فائدة في المزيد لجاءت في القرءان" رد علي وكرر: "ليس كاف بالمرة للحديث عن هذا الرجل الذي خلَّص البشرية كلها من العذاب"، وعرض علينا أن يهدينا نسخا من الإنجيل بأي لغة من حقيبته!
الحوار الثاني: سألهما رفيقي "هل تؤمنان بمحمد صلى الله عليه وسلم كنبي؟" أجاب الرجل: "نحن نؤمن أنه رجل عظيم، وحد العرب وأسس دولتهم الكبرى التي دامت لقرون، وأن هذا الرجل لديه من محامد الأوصاف والصفات الكثير، ولكننا لا نؤمن أنه نبي" سألناهما: "لماذا؟"، فكان الرد: "النبوة مقترنة بأبناء سيدنا ابراهيم عليه السلام من ذرية اسحاق عليه السلام (الذبيح في اعتقاد النصارى)، ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس من هذه الذرية، لذلك فلا نؤمن به كنبي".
الحوار الثالث: سألتهما "ما الفائدة التي من أجلها تتكلمان معنا هنا الآن؟" فأجابا أن ذلك يرجع إلى رغبتهما في تخليص العالم من الآلام والشرور، وأنهما يدعوان إلى التعايش بين جميع الأديان والعقائد وألا يعتدي أحد على الآخر بسبب الدين، وكيف أن المسلمين قد عمدوا إلى الاعتداء على النصارى وهددوا مصالحهم سواء في بلاد الإسلام أو في غيرها.
جاء ردنا على ما ثار من حوارات مرتكزا حول عدة محاور:
المحور الأول: أن الإسلام هو أكثر دين على وجه الأرض يدعو للتسامح والتعايش بين الأديان، وهو أكثر الأديان التي تحترم عقائد الآخرين، وهو الدين الوحيد الذي يجعل قتل أي نفس مخالفة له في الديانة كقتل الناس كلهم، وبالتالي فإن دعوة التسامح والتعايش ليست سببا مقنعا لكي يقوموا بدعوتهما لنا هنا.
المحور الثاني: لن نستطيع أن نغير من عقيدتهما لإقناعهما أن الرسالة والنبوة لله يضعها حيث يشاء وفيمن يشاء وقتما يشاء، كما أنهما بدعوتهما هذه لن يستطيعا أن يغيرا من عقيدتنا كون محمد صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من الله وهو آخر الرسل.
المحور الثالث: نحن نؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام، وبإنسانيته وبرسالته، ونؤمن بالإنجيل وما جاء فيه، كما نؤمن أن ما ينبغي أن نتعلمه ونعرفه عن الأنبياء وقصصهم وسيرتهم لم يخرج إلا من القرءان ومن سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنه لو كان هناك خير في التعرف على المزيد لورد في مصادرنا الإسلامية المشار إليها، لذلك فلن نقرأ عن المسيح من أي مصدر مسيحي ليكون مرجعا لنا!
المحور الرابع: لماذا لا يتعلمون هم سيرة محمد صلى الله عليه وسلم؟ لماذا لا يقرءون عنه؟ ستبهرهم حياته وسيستفيدون كثيرا من قراءة سيرته، لماذا لا يتعلمون القرءان؟ فأجابني الرجل أنه قرأ القرءان ولديه نسخة من المصحف باللغة الألمانية على هاتفه المحمول ولم يجد فيه شيئا يستحق التعلم، فأجبته أن هذه ليست الوسائل المناسبة للتعلم لأبناء الديانات الأخرى من غير المسلمين، فهذه الوسائل قد تكون مناسبة لنا نحن المسلمين حيث أننا نمتلك دراية وخلفية مسبقة بهذا الدين ولكل منا علمه بدينه، فتكون مجرد قراءة القرءان كافية لتأكيد علمنا وفهمنا لديننا، لكنها وحدها لا تغني لفهم وتعلم كل شيء عن هذا الدين وعظمته من الصفر كما هو حالهما، فلابد من التعلم وليس فقط مجرد قراءة القرءان.
المحور الخامس: عليهم أن يتعلموا الإسلام من مصادره الأصيلة، فحاول الرجل أن يستفزني وهو يشير إلى لحيتي قائلا: "أعتقد أنك مصدر أصيل لتعلم الإسلام بهيئتك هذه، وأنت لم تستطع أن تقنعني!" فأجبته أنني لست مصدرا أصيلا لتعلم الإسلام، وليس الأمر بالشكل أو بالهيئة، إنما عليهما أن يتوجها للمسجد، وعليهما أن يتلقيا العلم على يد شيخ يتكلم بلغتيهما، وليس باللغة الإنجليزية كما هو حاصل بيننا الآن، هذا إن كانا صادقين في الرغبة في التعلم".
المحود السادس والأخير: كل كلامهما ومصادر الشبهات التي أثاروها لم تغير في عقيدتنا قيد أنملة!
وبصراحة، لم أشعر منهما بأي قدر من التجاوب، فيبدو أنهما من رجال الدين المسيحي ممن يعملون في حقل التنصير، وليس لديهما استعدادا لتلقي الدعوة إلى الإسلام، لذلك فقد كنت متلهفا على إنهاء الحوار الطويل (غير المجدي) معهما بأسرع ما يكون، فقد أنهكني طول الوقوف وأنا صائم، وبدون فائدة!
قبل أن نرحل وجه لهما رفيقي سؤالا قاتلا: "هل تعتقدون أن سيدنا عيسى إله أم أنه بشر؟"، ولا أحب هنا أن ألتفت لما قالوه ولا ردنا عليه، غاية ما يمكن قوله أنهما قد قدما ردا لا يرتقي أبدا لإقناعنا!
راااااااائع جدا هذا الحوار
ReplyDeleteكثيرا ما اجد مثل هذا اللقاء لايثمر الا عن نقاش اجوف وحاد من الطرفين
لكن هنا اجد مناظرة دينية رائعة لقد وهبك الله فى هذا اللقاء فرصة طيبة للدفاع عن الحق والتعبير عن حقيقة الاسلام السمحة وبالتأكيد حرجت من خلال هذه الفرصة بشعور رائع
لقد جربت هذا الموقف حيث تقابلت لكن بالقاهرة فى حى القلعة مع فتاه اوروبية وكنت اثناء دراستى بالجامعة ودار بينى وبينها هى ووالدتها نقاش عن الاسلام والمرأة المسلمة ولا تتخيل مدى جهلهم بالحقائق وكيف تصلهم الصورة مشوهة عن الاسلام والمرأة المسلمة
ثبتنا الله واياك اخى الكريم على الحق وجعلك من رجال الاسلام المخلصين الطيبين العاملين على رفعة شأنه
وفى انتظار باقى الاجزاء :)
دمت بكل خير
تحياتى لك
السلام عليكم
ReplyDeleteأشــعر من الحوار بقوة مســتمدة من الإيمان والعقيدة..والثبات على الحق..اللهم دمها نعمة.
مهم جدًا أن نعرف طريقة تفكيرهم وكيف يظنون هم ديننا الإسلامى.
فى انتظار الجزء التالى.
جزاك الله خيرا يا بهاء على دفاعك و دعوتك لربك بالحكمة و الموعظة الحسنة
ReplyDeleteسؤالهم عن الأحلام غريب و لم افهم لماذا سألوه ان كانوا يؤمنون بابراهيم و يوسف عليهما السلام فهم يعرفون أهمية الرؤيا و كنت أتمنى أن تعرض اجابتك على ذلك السؤال فالرؤيا من عند الله , كما يقول نبينا و من رآني في المنام فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي
لو تعلق القلب حق تعلقه بالنبي صلى الله عليه و سلم و بليلة القدر كمثل عرضوه و تلاشت منه كل مادياته و احساسه بالدنيا لحظي بتلك العطية
اشكر لك هدوئك و عدم انفعالك حين تعرضت لذلك الموقف
و دمت بخير و على خير دائما
أختي الفاضلة/ ليلى الصباحي...
ReplyDeleteبصراحة فقد كنت متحمسا جدا في بداية اللقاء، ولكن بعد أن أدركت أن قلوبهم غلف، وأنهم لا يتحدثون معنا من باب المناظرة والاقتناع ولكنهم يعرفون جيدا أنهم على باطل، وليس لديهم استعدادا حقيقيا لاتباع الحق الذي قد يكونوا بدركون جزءا منه مسبقا، فقد ثبت لي كما ذكرت أنهم لا يجهلون الكثير عن الإسلام، لذلك فقد كنت أتمنى إنهاء اللقاء سريعا بعد أن ثبت لي ذلك.
تقبلي تحياتي..
الأخت العزيزة/ حبيبة..
ReplyDeleteلا والله ولا قوة ولا ثبات ولا حاجة، مجرد توفيق من عند الله، ثم إني خطر في بالي الكثير من النقاط التي تعتبر أقوى في حجتها بكثير ولكن الموضوع كان مفاجأة ولم أكن مستعدا لها.
تقبلي تحياتي..
أخي الغالي/ مصطفى سيف الدين...
ReplyDeleteبصراحة لم أكن مهتما بسؤالهم عن سبب كلامهم في موضوع الأحلام، بل كنت مهتما جدا في هذه المرحلة من الحوار بتكوين فكرة عنهما وإجابة للسؤال إذا كانا مسلمين أم لا، بالإضافة إلى أنني كنت أظن فعلا أنهما مسلمين ولكن ضالين، وهذا الصنف من المسلمين منتشر وبكثرة في القارة الأوروبية، وله أسلوب خاص في الحوار معه.
بمعنى أنني كنت أنتظر تأكيد هويتهما لفتح الحوار المناسب لهما.
تقبل خالص تحياتي..
اخي العزيز حسنا فعلت فأنت اخي طبقت قول الله تعالي علي لسان نبيه الكريم صلي الله عليه وسلم
ReplyDelete{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
صدق الله العظيم
السلام عليكم ..
ReplyDeleteأعترفُ بأني غبتُ لوقتٍ طويلٍ عن هنا ،
و لذلك فقد قرأت كل ما كتبت خلال الفترة السابقة و وضعتُ ردودًا في أغلب التدوينات التي قرأتها اليوم ،
بالنسبة لهذه التدوينة ،
فقد كانت مشوقة رغم طولها ،
تذكرني بأحمد ديدات مصغَّر :)
بصارحة الساعة و النصف و المحاور الثلاثة كلها جدلٌ عقيمٌ بالفعل :
الحمدُ لله أنك تحملتهما للنهاية !
كنتُ " لأطقّ " من هذه الآاراء التي يحملانها !
و كأنّهما من العصور الوسطى !
يذكرانني بفيلم كوميدي !
حقًأ لو درسوا الإسلام لوجدوه رائعًا ،
لكنهم يتعامونَ فقط و يحاولونَ إعماء بصيرتهم ،
رغم وضوحِ هذه الأمور لكنهم لا يريدون !
أضحكني حقًا قولهم أنهم يريدون تخليص العالم من الآلام و الشرور !
أيريدانِ حقًا أن يفعلا !
ههههه
حقًا هذا أمرٌ مضحكٌ مبكٍ أيضًا ،
أينَ نحن المسلمين من تجنيد أنفسنا للدعوةِ إلى ديننا ..
أواااه !
لا حول و لا قوة إلا بالله ..
بالنسبة للسؤال الأخير كنتُ أتمنّى حقًا معرفة جوابهما و ردك عليه !
بانتظار الجزء الثاني ..
أطيبُ الأمنيات ..
تحيآاتي لكْ ..
أخي الغالي/ سواح في ملك الله...
ReplyDeleteنعم ياأخي،فقد كانت هذه هي النتيجة التي وصلنا إليها بعد ساعة ونصف من الكلام.
تقبل تحياتي..
الأخت العزيزة/ دعاء..
ReplyDeleteأهلا وسهلا بك، فنحن من نشتاق إلى تواجدك الجميل بيننا.
بالنسبة للسؤال الأخير، فلم يخرج ردهما عما قرأته عن فلسفة ازدواجية طبيعة المسيح (عليه السلام) في نظر النصارى، حيث تتفق جميع طوائف النصارى على رفعه فوق مستوى البشرية، ويختلفون في مستوى الرفع، فمنهم من يرى أنه هو الله ومنهم من يرى أنه شريك لله، ومنهم من يرى أن الله قد تجسد فيه ومنهم ومنهم، وهو ما يعبرون عنه بعبارات الناسوت واللاهوت وغيرها من العبارات التي يصعب عليهم أساسا فهمهما والاقتناع بها، فكيف بنا؟
وبصراحة فلم يكن ردهم جديدا علينا فقد قرأناه مرارا وتكرارا، ولم نشأ أن نذهب بالمناقشة إلى مستوى أبعد من الجدل العقيم، فقد كان قد ثبت لنا أنهم لا يجادلوننا بهدف معرفة الحق، فلو كان لاهتدوا.
تقبلي تحياتي..