تفاجأت برد مضيفة المطعم بالعربية التي عرفت أنها مغربية الأصل مقيمة في فرانكفورت، وما هي إلا لحظات حتى ذهبت وجلست في مكان ما بالمطعم واخترت الطعام الذي سأتناوله من قائمة الطعام، وكنت مغامرا جدا (على عكس عادتي)، حيث اخترت أصنافا لم أسمع بها من قبل...
وللحقيقة فقد تناولت في ذلك المطعم طعاما لم أتناوله في أي مكان آخر، ليس فقط من حيث النوع ولكن من حيث الجودة، فقد كان شهيا إلى حد لا يوصف، ويحتوي على كمية كبيرة من البهارات الفارسية التي كنت أتناولها لأول مرة.
وعلى مدار اليومين التاليين، كنت أتناول طعام الغداء في نفس المطعم، وفي إحدى المرات سألت المضيفة المغربية عن صاحب المطعم فأجابت بأنه إيراني مقيم في فرانكفورت هو وأمه التي تملك الفندق بينما هو يملك المطعم، فارتبت قليلا بشأن نوعية الطعام الذي أتناوله وما إذا كان فعلا حلال، فأجابت المضيفة بأنه "حلال على ذمة صاحب المحل!!".
وكالعادة، فإن أسفاري تكون بهدف العمل، وهذه المرة لم تكن الشركات التي سأزورها تقع في مدينة فرانكفورت تحديدا، وإنما كانت وجهة الزيارة الأولى إلى مقر إدارة أبحاث الفاكيوم التابعة لأكبر شركة زجاج في العالم، وتقع في مدينة "ماينز" إلى الغرب من فرانكفورت، وأما الزيارة الثانية في اليوم التالي فكانت إلى المقر الرئيسي لأكبر شركة فاكيوم في العالم في مدينة "ألزيناو" إلى الشرق من فرانكفورت، وقد اخترت الإقامة في مدينة فرانكفورت حتى أكون في موقع وسطي بينهما ولمزايا التنقل التي لا تتوفر لأي من المدينتين الأخريين.
ذهبت إلى مدينة "ماينز" بمفردي بالقطار، وقد تعرضت إلى موقف لا يمكن أن أنساه، حيث توجهت إلى الاستعلامات بمحطة قطار فرانكفورت، وأعطيت المضيف عنوان الشركة التي أريد أن أزورها وموعد الزيارة وسألته عن كيفية الوصول إلى هناك وعن موعد القطار الذي يفترض أن أركبه لأكون هناك في الموعد، ولكنه لم يتركني أكمل الأسئلة، فقد طلب مني المضيف الانتظار، فانتظرت دقيقة أو دقيقتين، فإذا به يخرج لي ورقة مكتوب عليها كل التفاصيل المطلوبة للوصول إلى العنوان الذي أقصده باستخدام كافة وسائل المواصلات وبمسافاتها وبمواعيدها، حتى أن تلك الورقة كان مكتوبا فيها المسافة التي يفترض أن أمشيها سيرا على الأقدام وفي أي اتجاه والعلامات التي ستقابلني، بصورة لا تترك أي مجالا لأي سؤال آخر!
ومرة أخرى في محطة قطارات فرانكفورت، وهذه المرة كان يتعين علي استخدام السلالم الكربائية للانتقال إلى الطابق السفلي ذهابا وعودة، وهناك لاحظت شيئا جديدا، فالناس هناك ينقسمون في تعاملهم مع السلالم المتحركة إلى قسمين، قسم يفضل الوقوف وهؤلاء يلزمون الجانب الأيمن من السلم المتحرك، أما من يرغب في الحركة صعودا أوهبوطا على السلم المتحرك فإنه يلزم الجانب الأيسر، وكأننا في حارات للطرق السريعة!
وفي اليوم الأخير لي في فرانكفورت وبعد إنهائي لمهام العمل، قررت أن أتجول قليلا في شوارع المدينة التجارية، وكنت أتمنى أن أركب الترام وأتنزه في شوارع المدينة، لكنني تخوفت بسبب أن كل شيء هناك يتم إدارته إلكترونيا باللغة الألمانية التي أجهلها، ولا يوجد هناك من يمكن أن أسأله عن أي شيء!
وفي اليوم الأخير لي في فرانكفورت وبعد إنهائي لمهام العمل، قررت أن أتجول قليلا في شوارع المدينة التجارية، وكنت أتمنى أن أركب الترام وأتنزه في شوارع المدينة، لكنني تخوفت بسبب أن كل شيء هناك يتم إدارته إلكترونيا باللغة الألمانية التي أجهلها، ولا يوجد هناك من يمكن أن أسأله عن أي شيء!
كادت وجنتاي أن تتجمدا وأنا أتجول في شوارع المدينة، فقد كان الجو باردا والرياح شديدة، ولكن الجو كان مفعما بالحياة...
فكرت لوهلة أن أذهب إلى شاطئ نهر الراين الذي يقع بالقرب من الفندق، ولكن الوقت لم يسمح، بالإضافة إلى أنني قد شاهدته من نافذة القطار أثناء ذهابي إلى "ماينز"، ولاحظت أنه ليس مكانا للتنزه كما هو الحال عند نهر النيل في القاهرة.
فكرت لوهلة أن أذهب إلى شاطئ نهر الراين الذي يقع بالقرب من الفندق، ولكن الوقت لم يسمح، بالإضافة إلى أنني قد شاهدته من نافذة القطار أثناء ذهابي إلى "ماينز"، ولاحظت أنه ليس مكانا للتنزه كما هو الحال عند نهر النيل في القاهرة.
لفت نظري في المدينة وجود كمية كبيرة من المطاعم التركية، وواضح أن الأتراك منتشرون بكثرة في المدينة، فقررت أن أتناول طعام الإفطار في اليوم الأخير في أحد تلك المطاعم التركية، ثم استأجرت سيارة إلى مطار فرانكفورت لأستمتع لساعات قليلة بالتواجد في واحد من أكبر مطارات العالم وأشدها ازدحاما ونظاما في نفس الوقت.
نسيت أن أخبركم أن رحلتي الرائعة إلى فرانكفورت صاحبها موقف سيء جدا، حيث فقدت في تلك الرحلة مبلغا كبيرا من المال، حيث أنني كان قد تبقى معي مبلغ 500 فرنك سويسري كنت أحتفظ بهم ولكن لم أستخدمهم لأن ألمانيا تتعامل باليورو، وفوجئت أنني قد فقدتهم في فرانكفورت، علما بأن عادة فقد النقود هي عادة تلازمني منذ صغري، ولكن كان هذا هو أكبر مبلغ أفقده!
نسيت أن أخبركم أن رحلتي الرائعة إلى فرانكفورت صاحبها موقف سيء جدا، حيث فقدت في تلك الرحلة مبلغا كبيرا من المال، حيث أنني كان قد تبقى معي مبلغ 500 فرنك سويسري كنت أحتفظ بهم ولكن لم أستخدمهم لأن ألمانيا تتعامل باليورو، وفوجئت أنني قد فقدتهم في فرانكفورت، علما بأن عادة فقد النقود هي عادة تلازمني منذ صغري، ولكن كان هذا هو أكبر مبلغ أفقده!
علامة اليورو أمام المقر الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي |
سلة المهملات المخصصة للزجاج في الشارع التجاري في فرانكفورت وبها ثلاث عيون كل عين مخصص للون معين من الزجاج |
مبني محطة قطارات فرانكفورت |
مبنى محطة قطارات فرانكفورت والشارع الرئيسي أمام الفندق |
الترام في الشارع التجاري الرئيسي في فرانكفورت (شارع خالي من السيارات) |
أحد المولات التجارية بتصميم هندسي غريب |
مبنى جميل جدا مكتوب عليه بالألماني عبارة لم أفهمها!! |
طائرة العودة وفي الخلفية مبنى مطار فرانكفورت |
السحب من نافذة الطائرة |
السلام عليكم ورحمة الله
ReplyDeleteماشاء الله اخى بهاء اغبطك على هذه الذكريات الرائعة
أولاً هى ذكريات مسجلة سيمر عليها أولادك دائما ويفتخروا بها وباسلوبك الراقى فى سردها هذه الذكريات بمثابة تاريخ حياة يستمد منه ابناءك خبرة ومعرفة
ثانيا استطعت تسجيل جوانب ايجابية واخرى سلبية فى كل سفرياتك وماتركت صغيرة او كبيرة الا وتحدثت عنها بوعى وتحليل وافى وكافى
ثالثاً استطعت ان تجعلنا نعيش معك كل لحظة كما لو اننا كنا نشاركك فيها اللقاء
رابعا انا متغاظة اوى اوى جدا خااااااالص من هذا الجمال والرقى الذى اتمنى ان اراه ببلادى الحبيبة مصر فرغم انى اعشق ثراها ولا ارضى عنها بدلا لكن اتمنى ان يأتى يوم ارى فيه مصر بهذا التحضر والرقى والجمال
بلادنا ساحرة بأماكنها وبها دفء القلوب لكن اعترف واقر ان الاهمال طمس نواحى كثيرة من الجمال فيها اتمنى من الله تعالى ان يولى علينا الصالحين الذين يعملوا لها بضمير ووفاء
تحياتى الدائمة لك اخى الكريم بحجم السماء
واسأل الله لك دوام التوفيق
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteانا مع الكريمه ليلى الصباحى فيما ذهبت اليه تشبيها بما لم يحدث فى بلادنا الالمان تمكنوا بما هم فيه من اعزازهم بجنسيتهم هذا الاعزاز الذى دفعهم الى الاصرار على التفوق فى كل شئ
ReplyDeleteولى موقف مدهش فى احدى المدن الالمانية ويطلق عليها دوزلدورف وهى المنطقة التى تقام عليها معارضهم وراعنى سؤال وجهته لاحد الالمان بالانجليزية فلم يعرنى اعتبارا لاننى لم احادثه بلالمانية بالرغم من المامه بالانجليزة !!!!!!!
أخى الفاضل : بهاء
ReplyDeleteالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً وكما قالت الأخت ليلى الصباحى أغبطك على هذه الرحلات الرائعة وإن كانت هى رحلات عمل
وثانياً : أشكرك لأنك تسمح لنا بأن نشاركك هذه المتعة حتى ولو كانت على المدونة ولكنها مع أسلوبك الرائع هى متعة
فلك أخى خالص التحية والتقدير ومودتى
وبارك الله فيك وأعزك
الأخت الفاضلة/ ليلى الصباحي...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة والمشجعة.
أضم دعائي لدعائك بأن يكتب الله لنا أن نرى يوما بلدنا مصر وسائر بلاد المسلمين في جمال ونظافة البلدان المتقدمة.
تقبلي تحياتي...
أستاذي/ الفاروق...
ReplyDeleteلقد ذكرت في تعليقك سببا رئيسيا من أسباب حبي وتعلقي بالألمان وحضارتهم وصناعتهم، وهو حبهم الشديد لبلادهم وإحساسهم بالتفوق ورغبتهم الجامحة في إثبات ذلك التفوق في كل المجالات.
وملاحظتك الأخرى عن رفضهم التحدث بغير الألمانية ربما لم ألاحظها بشدة بسبب أنني كنت في زيارة رسمية بالإضافة إلى أنني وجدت منهم ضيافة لائقة، وقد يكون ذلك راجع إلى أن مدينة فرانكفورت هي مدينة متعددة الثقافات كما ذكرت.
علما بأن موضوع عدم رغبة أهل البلد بالتحدث بغير لغتهم فقد لمسته بقوة عند زيارتي لجنيف كما ذكرت ذلك سابقا، أما الألمان فكانوا أكثر ودا وانفتاحا.
تقبل تحياتي...
أستاذي الحبيب/ محمد الجرايحي...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك كثيرا على كلماتك الرقيقة، وأتمنى فعلا أن أكون قد وفقت في نقل تجربتي بصورة غير مملة.
تقبل خالص تحياتي...
السلام عليكم
ReplyDeleteأخي بهاء شكرا لك مجددا على هذه الباقة من الصور والمعلومات القيمة التي تتحفنا بها بعد كل زيارة
نتمنى أن نعيش ذلك اليوم الذي سنرى فيه مثل تلك المواقف ببلداننا العربية
تحياتي
رحلات ممتعة تمتعنا بها هنا في مدونتك أخي بهاء.
ReplyDeleteوجولاتك ستضاف إلى أدب الرحلات.
انتبه يا صديقي لعادة فقد النقود فليست كل مرة تسلم الجرة.
محبتي
أخي العزيز/ محمد ايت دمنات...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
جزاك الله خيرا على تواصلك الطيب ونفعنا الله بما علمنا.
أضم دعائي لدعائك بأن نرى يوما بلادنا في مثل تطور تلك البلدان.
تقبل تحياتي...
أخي الغالي/ أبو حسام الدين...
ReplyDeleteلا أظن أنني سأنجح في تجاوز عادة فقد النقود، لسبب بسيط جدا وهو أنني فعلا لا أكترث كثيرا بالانتباه إليها، وإلا كان حالي غير الحال... هههه
جزاك الله خيرا.
ذكريات جميلة أغبطك عليها، أخي العزيز، وكما قال لك أخي رشيد، انتبه لعادة فقد النقود فهي عادة سيئة قد تضعك في مواقف محرجة..
ReplyDeleteشكرا للصور ولتقريبك لدولة ألمانيا منا، فمن يدري.. قد تأخذنا الأقدار يوما ما إلى هناك.. على الأقل عرفنا لمحة عن المطاعم والفنادق ومواصلات مدينة فرانكفورت..
كنت هنا..
شكرا للمراوحة الطيّبة !
ReplyDeleteرائع دوما و بهيّ ..
((هؤلاء يعيشون بيننا )) مقطع يثير فيك أكثر من سؤال ؟ هل أنت حقّا تمارس إنسانيتك كما يجب ؟ هل أنت تبيت راضي الضمير ؟ هل أنت على استقامة كاملة في دينك ؟؟؟لا تتردّدوا ،، شاهدوا ما يؤلمنا لكن يصحّينا !!!/
http://zaman-jamil.blogspot.com/
أخي الغالي/ خالد أبجيك...
ReplyDeleteربما أكون قد وصلت إلى حالة أتلذذ فيها بفقد النقود!!
إذا ساقتك الأقدار يوما إلى فرانكفورت فلابد أن نقرأ عن تجربتك فيها.
تقبل تحياتي...
أخي الحبيب/ منجي باكير...
ReplyDeleteجزاك الله خيرا أخي الفاضل على مشاركتك وتواصلك.
مطعم بالقرب منيOFFERAK is an application meant to redefine the user’s shopping experience in a revolutionary way, it is built to help and support the shopping savvy to maximize their benefit from the shopping journey interim of value maximization, time saving, and fun experience. OFFERAK provides functions and features for the users such as:
ReplyDelete