هذه قصيدة للشاعر الفلسطيني "عبدالرحيم محمود" كتبها في الثلاثينيات من القرن العشرين، قبل أن يستشهد بعشرة أعوام، كنت قد درستها وأنا في مراحل التعليم الإعدادي، وظل الكثير من كلماتها منقوشا في ذاكرتي، أتشرف بوجودها في مدونتي، وأتمنى ألا يستثقل أحد كلماتها، فهي من أروع القصائد التي قرأتها، وهذه شهادة من كاتب شعر لقصيدة.
سأحمل روحي على راحتي وأُلقي بها في مَهَاوي الرَّدَى
فإمّا حياةٌ تسُرُّ الصديقَ وإمّا مماتٌ يَغيظُ العِدَا
ونفسُ الشريف لها غايتانِ وُرودُ المنايا ونَيْلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعِشتُ إن لم أكن مَخُوفَ الجَنَاب حَرَامَ الحِمَى
إذا قلتُ أَصْغى لِيَ العَالَمون ودوّى مقاليَ بينَ الوَرَى
لعمرُكَ إنّي أَرى مَصْرَعِي ولكن أَغُذُّ إِلَيهِ الخُطَى
أَرَى مَصْرَعي دُونَ حَقِّي السَّلِيبَ ودُونَ بِلادِي هُوَ المُبْتَغَى
يَلَذُّ لأذُنِي سَمَاعُ الصَّلِيلِ وَيُبْهِجُ نفسي مَسِيلُ الدِّمَا
وَجِسْمٌ تَجَندّلَ في الصَّحْصَحَانِ تَنَاوَشُهُ جَارِحَاتُ الفَلا
فَمِنهُ نَصِيبٌ لِأُسْدِ السَّمَاءِ ومنهُ نَصِيبٌ لِأُسْدِ الشَّرَى
كَسَا دَمَهُ الأرْضَ بالأُرْجُوَانِ وأَثقلَ بِالعِطْرِ رِيحَ الصَّبَا
وعُفِّرَ مِنْهُ بَهِيُّ الجَبِينِ وَلكِنْ عُفَارٌ يزيدُ البَهَا
وبَانَ على شَفَتَيْهِ ابتِسَامٌ مَعَانِيهِ هُزْءٌ بِهذِي الدُّنَا
ونَامَ لِيَحْلُمَ حُلْمَ الخُلودِ ويَهْنَأَ فيهِ بِأَحْلَى الرُّؤَى
لَعَمْرِكَ هذا مَمَاتُ الرِّجَالِ ومَنْ رَامَ مَوتاً شَريفاً فَذَا
فكيْفَ اصْطِبَارِي لِكَيْدِ الحَقُودِ وَكَيفَ احْتِمَالي لِسَوْمِ الأذَى
أَخَوْفاً وعِنْدِي تَهُونُ الحَيَاةِ وَذُلاًّ وإنّي لَرَبُّ الإِبَا
بِقَلْبِي سَأَرْمِي وُجُوهَ العُدَاةِ فَقَلْبِي حَديدٌ وناري لَظَى
وَأَحْمي حِياضِي بِحَدِّ الحُسَامِ فيَعلَمُ قَومِيَ أنِّي الفَتَى
فإمّا حياةٌ تسُرُّ الصديقَ وإمّا مماتٌ يَغيظُ العِدَا
ونفسُ الشريف لها غايتانِ وُرودُ المنايا ونَيْلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعِشتُ إن لم أكن مَخُوفَ الجَنَاب حَرَامَ الحِمَى
إذا قلتُ أَصْغى لِيَ العَالَمون ودوّى مقاليَ بينَ الوَرَى
لعمرُكَ إنّي أَرى مَصْرَعِي ولكن أَغُذُّ إِلَيهِ الخُطَى
أَرَى مَصْرَعي دُونَ حَقِّي السَّلِيبَ ودُونَ بِلادِي هُوَ المُبْتَغَى
يَلَذُّ لأذُنِي سَمَاعُ الصَّلِيلِ وَيُبْهِجُ نفسي مَسِيلُ الدِّمَا
وَجِسْمٌ تَجَندّلَ في الصَّحْصَحَانِ تَنَاوَشُهُ جَارِحَاتُ الفَلا
فَمِنهُ نَصِيبٌ لِأُسْدِ السَّمَاءِ ومنهُ نَصِيبٌ لِأُسْدِ الشَّرَى
كَسَا دَمَهُ الأرْضَ بالأُرْجُوَانِ وأَثقلَ بِالعِطْرِ رِيحَ الصَّبَا
وعُفِّرَ مِنْهُ بَهِيُّ الجَبِينِ وَلكِنْ عُفَارٌ يزيدُ البَهَا
وبَانَ على شَفَتَيْهِ ابتِسَامٌ مَعَانِيهِ هُزْءٌ بِهذِي الدُّنَا
ونَامَ لِيَحْلُمَ حُلْمَ الخُلودِ ويَهْنَأَ فيهِ بِأَحْلَى الرُّؤَى
لَعَمْرِكَ هذا مَمَاتُ الرِّجَالِ ومَنْ رَامَ مَوتاً شَريفاً فَذَا
فكيْفَ اصْطِبَارِي لِكَيْدِ الحَقُودِ وَكَيفَ احْتِمَالي لِسَوْمِ الأذَى
أَخَوْفاً وعِنْدِي تَهُونُ الحَيَاةِ وَذُلاًّ وإنّي لَرَبُّ الإِبَا
بِقَلْبِي سَأَرْمِي وُجُوهَ العُدَاةِ فَقَلْبِي حَديدٌ وناري لَظَى
وَأَحْمي حِياضِي بِحَدِّ الحُسَامِ فيَعلَمُ قَومِيَ أنِّي الفَتَى