Friday, April 27, 2012

مع رواية "وداعا للسيد"..

رحلة السفر من الدوحة إلى شنغهاي تستغرق أكثر من ثمانية ساعات، وهو وقت كاف جدا لقراءة رواية مثل رواية "وداعا للسيد" للكاتب المبدع "الأستاذ/ ماجد القاضي"، لاسيما مع الحاجة للبقاء مستيقظا لأسباب ليس مجالها الآن.

1. غلاف الرواية جاء يغلب عليه اللون الأسود (وهو لوني المفضل)، ولكنني شعرت بأن رواية إسلامية قد تكون بحاجة لعوامل جذب للقارئ ليس من بينها اختيار اللون الأسود ليغلب على الغلاف (رأي شخصي).
2. عنوان الرواية "وداعا للسيد" جاء غريبا، والمعروف عن الأستاذ/ ماجد القاضي اعتناؤه الشديد باختيار العناوين وأساليب التورية وإجادة استخدام الألفاظ في التلاعب بخيال القارئ، غير أن هذا العنوان لم أجد له ارتياحا في نفسي ولا أستطيع أن أقول أن هذا العنوان يعتبر عامل جذب للرواية. (رأي شخصي أيضا).
3. القصة في مجملها هي قصة إسلامية رائعة، تشد خيال القارئ إلى عصر من عصور الإسلام الأولى، وتجيب (كما أشار المؤلف) عن تساؤل مهم وهو كيف انتشر هذا الدين ورجاله في الأرض بهذه السرعة في سنوات لا تكاد تذكر في عمر الزمن، واختيار موضوع الرواية هو نقطة البداية لسلسلة من الإبداعات أتحفنا بها الكاتب.
4. أسلوب الكاتب اتسم بالتشويق والإثارة، وهو ما أعطى قدرا من الإمتاع للقارئ الذي يمل عادة من قراءة التاريخ الإسلامي (وللأسف)، ونجح بهذا الأسلوب في مخاطبة شريحة من القراء لا تميل إلى قراءة هذه النوعية من الروايات، شيء ما شعرت به وأنا أقرأ الرواية حيث ذكرني الأسلوب المستخدم بأسلوب سلسلة الروايات الشهيرة "رجل المستحيل".
5. نجح الكاتب نجاحا مذهلا في انتقاء الألفاظ، وهو أمر تعودته من خلال قراءتي لتدوينات الأستاذ/ ماجد القاضي في مدونته "هكذا عاملتني الحياة"، ولكن الروعة كانت في خلو الكتاب بالكامل (تقريبا) من أي خطأ إملائي.
6. العاطفة (أو الوجدان) جاء قويا ومتناسبا مع أسلوب الإثارة الذي اختاره الكاتب لروايته، ونجح الكاتب عبر كثير من المشاهد في إخراج الكثير من الانفعالات في صورة مثالية، وعلى سبيل المثال مشهد حوار القيصر مع مستشاريه قبل أن يدخل عليهم "سبارتان" ليفجر في وجوههم جميعا مفاجأة بكلماته القوية ومنطقه السليم، وكذلك مشهد إلقاء "حكيم" في قدر الأحماض.
7. نجح الكاتب في إخراج مشهد دخول الغانية على بطل القصة بحرفية شديدة، وقد شد انتباهي ذلك النجاح في اختياره للألفاظ والأوصاف وهو يتحدث عن مشهد شائك طالما ابتذله الكتاب وأفلام التلفزيون ليصلوا به إلى حد المشاهد الإباحية، ولكننا هنا أمام صياغة رائعة لهذا المشهد بدون إسفاف أو تعدي على أي من ثوابتنا الدينية في نفس الوقت الذي نجا فيه من السقوط في فخ الإخلال، والحقيقة أنني قلما قرأت مشهدا كهذا بدون إسفاف أو إخلال.
8. طباعة الكتاب جاءت فاخرة، سواء كان ورق الكتاب أو الغلاف أو حتى الأحبار والألوان المستخدمة، فتحية لدار النشر.
وتبقى ملاحظة..
صورتي مع الأستاذ/ ماجد القاضي في حفل توقيع "وداعا للسيد" بمعرض الكتاب
هذه النوعية من الكتب تبقى بعيدة عن اختيار الكثير من قراء هذه الأيام وللأسف، نظرا لما أشرت إليه من ضعف الإقبال على القصص والروايات التاريخية وبالذات الدينية منها، وإن كانت رواية كتلك التي كتبها الأستاذ/ ماجد القاضي قد نجحت في حيازة إعجاب شخص مولع أساسا بهذا النوع من الأدب، فإنني أتمنى أن أرى لها نقدا من أحد ممن لا يحبون قراءة هذا النوع من الأدب، وأظن أن الرواية ستحوز إعجابه أيضا...
أحسنت.. ماجد القاضي.

13 comments:

  1. ماجد القاضي كاتب رائع يملك قلما يمتاز بالموضوعية وينبض بالصدق

    احييه اخي من عندك

    واحييك علي الاشارة للكتاب

    تحيتي

    ReplyDelete
  2. أخي العزيز/ سواح في ملك الله..
    يعني مسافة ما رحت علقت عندك على تدوينتك الأخيرة كنت إنت علقت على هذه التدوينة؟ ده إيه توارد التعليقات ده؟
    وما أجمل أن تقرأ هذه القصة بعيدا عن ضغوط الحياة وأعباءها، داخل طائرة في رحلة إلى شنغهاي مثلا :))
    تقبل تحياتي..

    ReplyDelete
  3. السلام عليكم
    أحسست براحة لا تتصور وأنا أقرا تقديمك المشوق و الرائع شكلا ومضمونا لهذه الرواية أخي الكريم بارك الله جهودك ...

    ReplyDelete
  4. ماجد له قلم راقي و افكار واضحة تستحق المتابعة
    بالتأكيد الرواية جميلة
    و الكتاب يستحق الاقتناء
    اشكرك يا عزيزي

    ReplyDelete
  5. احمد الله تعالى انه وهبنى مجموعة من اصدقاء لمدونتى المتواضعة كتاب ومبدعين افخر ان تحتويهم قائمة الاصدقاء
    استاذ ماجد من اهم هؤلاء الكتاب والمبدعين

    جزاك الله خيرا اخى بهاء على اللفتة الطيبة منك والعرض الشيق لكتاب وداعا للسيد
    و تحية خاصة لاستاذى العزيز ماجد

    تحياتى وتقديرى

    ReplyDelete
  6. أخي الغالي/ محمد أبو عز الدين..
    جزاك الله خيرا أخي الكريم..
    الرواية جميلة فعلا ومشوقة وأرجو أن أكون قد وفقت في كتابة هذا النقد لها.
    تقبل تحياتي..

    ReplyDelete
  7. حبيبي الفنان المبدع دائما/ مصطفى سيف الدين..
    جزاك الله خيرا..
    واستعد لتدوينة مماثلة قريبا عن كتابك "طير الرماد"، وأظن أنني سأقرأه خلال رحلة أخرى قريبة على الأبواب...
    تقبل تحياتي..

    ReplyDelete
  8. الأخت العزيزة/ أم هريرة..
    أظن أن الاعتزاز بالصداقة هو أمر متبادل لكل من يتعرف على مدونتك الرائعة ويزورها.
    أما عن الأستاذ/ ماجد فلا أدري إن كان قد قرأ كل هذا الكلام الجميل عنه وما يزال "تقلان علينا" أم أن هناك ما يشغله؟
    تقبلي تحياتي..

    ReplyDelete
  9. السلام عليكم
    أولا: جزاك الله خيرا أخي الحبيب بهاء على هذا النقد القيم الذي أثمنه للغاية..
    لكم أسعدني والله.. خاصة أنه كان نقدا مفيدا بحق.. فلم يكن على شاكلة (ممتاز.. رائع.. استمر). :)
    كنت أحتاج بالفعل لهذه الإضاءات على جوانب متنوعة من الرواية، وهو ما لم أجده إلا من نقد صديق آخر وهو الكاتب: محمد الناغي.
    يعلم الله أني استمتعت بمعرفة الجوانب التي (لم) ترُق لك لأنها قلما نبهني أحد إليها..
    لكن اسمح لي.. أنا كـ(ماجد) شعرت بافتقارك إلى الموضوعية في النقد (رغم ما أبديت من المخالفة أحيانا).. ذلك أن سطورك كانت أقرب إلى كلمات صديق محب منها إلى ناقد محايد..!! :))
    صدقا أسعدك الله كما أسعدتني بكلماتك.

    ثانيا: الحمد لله على سلامتك من (شنغهاي)..
    (طيب مش كنت أنا أولى تاخدني معاك بدل الرواية..!)

    ثالثا: تحية خاصة جدا لكل من علق هنا وشكر واجب لكل ما حفلت به كلماتكم بإطراء بشأن أخيكم الفقير إلى الله.
    أسعدتم صباحي بصدق.. فليسعد الله صباحكم كما فعلتم معي.

    رابعا: أنا مش (تقلان) والله.. هههههههه
    لكن كما أخبرت على الفيس.. مشغول عن المدونة.. ورانا مشروع نهضة... دي (مـــــصـــــر) يا بهاء..!

    غفر الله لكم.. كلماتكم الجميلة وجوكم الهادئ (الذي يميز المدونات) أشعرني بتأنيب الضمير لانشغالي عن المدونة..
    ربنا يعيننا على الفترة القادمة.. فالأحداث تزداد سخونة..!

    تحياتي وتقديري لك أخي بهاء ولإخواني المعلقين.

    ReplyDelete
  10. قرأتُ التدوينةَ بعدَ نزولها بدقائق ،
    و لكن الكهرباء خذلتني في التعليق حينذاك ..

    على كلٍ ،
    اعلم بأنكَ جعلتني أتحرق شوقًا لقراءتها ،
    كما أنكَ أغظتني ! ..
    أجل أقولها صراحةً ،
    لأنني غبطتكَ - بالأصحّ - لأنكَ قرأتها ..
    و أنا لديّ شغف بقراءتها ..
    لكن أنَّى ذلكَ و أنا في غزة !!
    :)
    :(

    بالفعل نقدٌ جميلٌ و بناء ،
    رغم أنني لو كنت محل الأستاذ ماجد كنت " حنرفز شوي " !!
    ههههه
    لديه سعةُ صدرٍ واسعة ..
    و تقبل لآرائكَ ..

    :)
    بانتظار أن تقرأ البقية ،
    و تطلعنا على رأيكَ فيها ..
    :)

    دمتَ بخـــير ..

    تحيآاتي لكْ ..

    ReplyDelete
  11. بانتظارِ رأيكَ في قصتي " الموعدُ الأوّل " !
    أريدُ نقدًا جميلًا كالذي هنآا !
    حتى لا أصاب بالغيرة !!
    :)))

    دمتَ بخيــرٍ أخي بهآاء ..

    تحيآاتي لكْ ..

    ReplyDelete
  12. أخي الغالي/ ماجد القاضي..
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أولا: جزاك الله خيرا.. أما افتقاري للموضوعية فأظن أنه أقل بكثير مما تستحق رواية كروايتك، ومن ناحية أخرى طالع تعليق الأخت دعاء لتعرف أن البعض يراني مجحفا!!
    ثانيا: تيجي معايا سويسرا؟
    ثالثا: هذه موجهة للإخوة المعلقون!
    رابعا: أعانكم الله وثبت خطاكم.
    تقبل خالص تحياتي..

    ReplyDelete
  13. الأخت الغالية/ دعاء محيسن..
    شهادتك وتعليقك كان طوق النحاة لي من تهمة التحيز في النقد والدلي هو قولك "كنت حنرفز شوية".
    جزاك الله خيرا أختي على كلماتك الطيبة..
    سامحيني على التقصير في المتابعة، فكما تلاحظين أتأخر كثيرا حتى في الرد على التعليقات، فالوقت صار ضيقا جدا، ولكن أعدك بقراءة قصتك والتعليق عليها، وأثمن لك جدا اعتزازك واهتمامك بحصولك على نقد مني لقصتك، ولكن تحملي بقى :))
    تقبلي تحياتي..

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)