أحدهم مهتم جدا بتفاصيل كثيرة ودقيقة عن شيء ما، يتابع كل مصادر الأخبار الممكنة عن هذا الشيء محل الاهتمام.
تخيل لو أن هذا الرجل قد ذهب إلى أحد معارفه ليسأله عن معلومة متعلقة بهذا الموضوع محل الاهتمام، تخيل أن هذا الرجل الثاني أراد أن يضلله أو أن يكذب عليه!
الطريقة التقليدية والمتعارف عليها للكذب تتمثل في أن يقوم الرجل الثاني هنا بالإدلاء بمعلومات خاطئة ومضللة (وكاذبة) عن الموضوع محل الاهتمام بما يضع الرجل الأول هنا أمام كارثة إذا اعتمد على تلك المعلومات المضللة التي حصل عليها من الرجل الثاني.
هذا هو الكذب بمعناه الواضح والصريح الذي تعودناه كثيرا واستمعنا إليه عبر سنوات عمرنا الطويلة ابتداء بحكايات جدتي عن الثعلب المكار وحتى ما يتبادر إلى أسماعنا وما تطالعنا به وسائل الإعلام المختلفة من كذب وافتراء يشوه الحقائق.
غير أننا في هذه الأيام صرنا نلاحظ انتشار نوع آخر من الكذب، يمكن اعتباره تطورا طبيعيا تعرض له الكذب كنتيجة لاجتهاد شياطين الإنس والجن في مساعيهم الدائمة لتشويه الحقائق.