حتى وإن لم يكن أغلب ما أنشره هنا قد تم كتابته حديثا، فموهبة كتابة الشعر قد تضاءلت كثيرا مع ضغوط الحياة والعمل.
هل تذكرون القصيدة التي كنت قد نشرتها منذ فترة بعنوان "تعال معي للسماء"، لقد أشرت في مقدمة تلك القصيدة إلى أنها تعتبر اللقاء الثاني من سلسلة قصيرة كانت مكونة من قصيدتين، اليوم أنشر القصيدة الأولى من هذه السلسلة، وسبب تأخيري في نشرها هو أنني كنت قد شاركت بها في مسابقة أدبية ولم تفز!
وهذه القصيدة كنت قد كتبتها معارضة لقصيدة أعتقد أنها كانت إما للشاعر عبدالعزيز محمود أو للشاعر ياسر قطامش (فقدت القصيدة لاحقا ونسيت كاتبها)، وفيها أمارس هوايتي المفضلة في كتابة شعر الوصف الذي يشدني ويأسرني، وهي بكاملها وصف لمشهد، ولكن...
**** **** **** **** **** ****
أَتَتْني مسَاءً، بَدَتْ خائِفةْ *** تُفَكِّرُ في خُطْوَةِ دَالِفَةْ
لِسَانٌ يُفَتِّشُ بيَنَ الحُرُوفِ *** وتَحتَ الوِشَاحِ يَدٌ رَاجِفَةْ
وَصدْرٌ يَضيقُ بما يَحتَوِيهِ *** فَتَخْرُجُ أنفَاسُهُ عَاصِفَةْ
وعَيْنٌ تُخَبِّئُ شَوْقًا دَفِينًا *** وَتُرْسِلُ نَظَرَاتِها لاهِفَةْ
أَدَامَتْ سُكُونًا بِلا هَمْسَةٍ *** وَمَرَّتْ ثَوَانٍ بِنَا زَاحِفَةْ
فَطَأْطَأَتْ الرَّأْسَ في لحظَةٍ *** وعَادَتْ لِتَرفَعَهَا خَاطِفَةْ
وَنَطَقَتْ أَخيرًا بِكُلِّ انْكِسَارْ *** وقَالَتْ: "أَتَتْرُكُنِي وَاقِفَةْ؟"
فَأَحْسَسْتُ قَلْبِي يَدُقُّ بِعُنْفٍ *** وَيَذْكُرُ أَيَّامَنَا السَّالِفَةْ
وَدَاعٌ ولَيْسَ لَهُ مِن عَزَاءٍ *** وفَاضَتْ بِهِ طَعْنَةٌ نَازِفَةْ
يُخَبِّئُ مَاضٍ، ومَا أَجْمَلَهْ! *** وَحُبًّا أَحَاسِيسُهُ جَارِفَةْ
وَنَظَرَاتُ عِشْقٍ وأَحْلَى كَلَامٍ *** وَدَقَّاتُ قَلْبٍ بِنَا نَاسِفَةْ
مَضَتْ وَمَضَى خَلْفَهَا مَا مَضَى *** وَتَرَكَتْ بِقَلْبِي صَدَى عَاصِفَةْ
فَغَالَبْتُ نَفسِي وقَلْبي لأَنْسَى *** مَقُولَتَهَا لِي "أنَا آَسِفَةْ"
وقَرَّرْتُ أنِّي سَأَنْزَعُهَا *** مِنَ القَلْبِ، لا عَوْدَةٌ رَادِفَةْ
وكُنْتُ أَظُنُّ بِأَنَّ فُؤَادِيَ *** أَقْوَى مِنَ النَّظْرَةِ اللَّاهِفَةْ
أَفَقْتُ عَلى صَوْتِهَا خَافِتًا *** وَنَبْرَتُهُ رَنَّةٌ عَازِفَةْ
وَبَسْمَتُهَا تَزْدَهِي، وَالفُؤَادُ *** يَتُوقُ إِلَى بَسْمَةٍ مِنْ شَفَهْ
وَنَظْرَتُها يَحْتَوِيهَا غُمُوضٌ *** وَتُرْسِلُ أَسْهُمَهَا قَاذِفَةْ
وَوَجْنَتُهَا يَعْتَلِيهَا احْمِرارٌ *** وَوَجْهُ وَقَارٍ بِأَحْلَى صِفَةْ
تَمَالَكْتُ نَفْسِي رُوَيْدًا وَبِي *** رُعُودٌ تُهِاجِمُنِي قَاصِفَةْ
فَقَالَتْ وَوَجْنَتُهَا جَمْرُ نَارٍ *** "لِتَقْتَصَّ مِنِّي، أَنَا آَسِفَةْ"
فَمَادَتْ بِيَ الأَرَضُ مِنْ فَرْحَتِي *** لَقَدْ عَاوَدَتْنِي، أَتَتْ مُنْصِفَةْ
وَكَادَتْ تَقُولُ: "أُحِبُّكَ يَا *** مُنَايَ، وَيَا جَنَّتِي الوَارِفَةْ"
فَإِذْ بِي أُفِيقُ عَلَى يَقْظَةٍ *** أَطَاحَتْ بِأَحْلَى الرُّؤَى فِي سَفَهْ!
حقوق الطبع والنشر محفوظة
القصيدة رائعة و لا يضيرها انها لم تفز
ReplyDeleteفللجوائز و المسابقات حسابات اخرى
تسلم ايدك يا صديقي
اهذا الابداع كان حلما
ReplyDeleteانه وصف رائع للحظات عودة الحبيب
فلا يبقي الزمان زمان
فقد جاءت لك اسفة
ولكن هناك شئ ضاع
شعور الآمان
تحيتي ايها الرائع الوصف والوزن والمشاعر
أظنها زائرة المساء، هي من تعيش بداخلك، وتتربص لحظة نومتك، لكن أتدري أنك رسمت قصة في القصيدة، فالزمان كان المساء، الأشخاص أنت وهي، أما المكان فهو أرض في الأحلام مساحة تضمك كشاعر وتضمها كعنصر من الحدث.
ReplyDeleteطبعا الحدث هو لقاء بطعم الحب به استذكار للماضي، والوداع، كما هو إحياء لحب قد وصل للحافة، استعادة لمجده بعد قرار لعدم عودة...
النهاية كانت غير متوقعة، وهي فعلا ما تعمله الأحلام فهي تجعلك تصدق ما حدث ثم تنزع منك كل شيء في يقظة مفاجئة.
كلمات النص لها دلالة عدم الاستقرار النفسي أثناء هذا اللقاء:
خائفة- راجفة- عاصفة – خاطفة – بعنف – ناسفة – اللاهفة – قاصفة – رعود .. وغيرها.
جميل جدا أخي بهاء، ممتعة.
أخي الغالي/ مصطفى سيف الدين..
ReplyDeleteيا رافع معنوياتي... حتى وإن لم تفز في تلك المسابقة.. فمن المؤكد أن رضا أصدقائي المدونين (وبالذات المبدعين منهم) عنها هو أفضل من جوائز أي مسابقة أخرى.
تقبل تحياتي...
صديقي العزيز/ سواح في ملك الله...
ReplyDeleteجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة التي أسعدتني حقا، لا سيما أنها صادرة عن شاعر قدير مثلك!
جزاك الله خيرا...
صديقي الغالي/ أبو حسام الدين...
ReplyDeleteهي كذلك.. حلم لم يحدث على أرض الواقع، كنت أتمنى حدوثه في فترة من الفترات إلى أن تبدد بعد أن ترك هذه القصيدة في أدراج مكتبي ليقرأها أحبابي اليوم!
أما عن موضوع القصيدة وكونها قصة، فأنا شخصيا أحب هذا النوع من الشعر جدا وأرتاح كثيرا لكتابته، لعلي بذلك أنافس رموز الأدب القصصي البارزين! هههه
أسعدني جدا نقدك لهذه القصيدة، وتعليقك الذي يبرز خبرة شعرية كبيرة تعودنا أن نستقيها منك دائما.
هل تعرف أن لهذه القصيدة مكانا خاصا في قلبي، ليس بسبب موضوعها (فهو أمر قد انتهى منذ زمن) ولكن لسعادتي أنني قد كتبت قصيدة مثلها!
تقبل تحياتي...
بسم الله وبعد
ReplyDeleteبوركت أخانا في الله على ما طرحت
قصيدة رائعة وكلمات جميلة
تحياتنا واحترامنا وتقديرنا لك
إخوانك في الاسرة المسلمة ( مازن وأحلام )
islamicfamily.net.tc
لم أكن أعرفُ بأنك تنظم الشعر !
ReplyDeleteو لو بعضه !
جميلٌ جدًا ما قرأته هنا ،
و قد أعجبتُ بما يشبه السردَ الجميل ،
و الألفاظ المترادفة ،
و لقد كانتِ القافيةُ جيدة ،
و تحدثُ إيقاعًا موسيقيًا جميلا ..
أهيَ موزونة ؟
و على أيّ بحرٍ هي ؟
أم أنك اعتمدتَ على الموسيقا الداخليةِ فحسب ؟؟
حاليًا آخذ دورةً في العروض ،
مع أستاذ رآائع ،
اسمع د. عبد الخالق العف ،
و هو مشهورٌ هنا ،
الجميل في الأمر أنه يغني لنا الأبيات !
على كلٍ سعيدةٌ لأنن كنتُ هنا ،
و قرأتُ ما أعجبني للغاية ..
إنها قطعة " خلابة " ..
أعجبتني جدًا !
و في انتظار الأخرى !
تحيآاتي لكْ ..
الإخوة/ مازن وأحلام الرنتيسي..
ReplyDeleteجزاكما الله كل خير..
أتشرف بمتابعتكما وتواجدكما الدائم هنا في نبضات.
مع خالص مودتي واحترامي
الأخت الغالية/ دعاء..
ReplyDeleteنظم الشعر كان هواية مارستها وأكاد أكون قد انقطعت عنها كما ذكرت مؤخرا، ولكن ما لا أستطيع الانقطاع عنه هو حبي للشعر وتذوقي للطيب منه وبالذات الشعر الموزون.
بصراحة.. أنا أحاول أن أتحدى كتاب القصة القصيرة المتميزون (أمثالك) بهذه القصيدة! يعني باختصار لا تتخيلوا أن الساحة فارغة لكم بمفردكم.. ههه
بالطبع القصيدة موزونة وهي على بحر المتقارب (على الرغم من أنني لا أحفظ أسماء بحور الشعر).
جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة والمشجعة.
يمكنك الاطلاع على المزيد من الأشعار والقصائد معظمها لي وبعضها منقول عن شعراء آخرين، وذلك تحت تصنيف "شعر" في المدونة.
تقبلي تحياتي..
لديك موهبة حقيقية فى كتابة الشعر وأتمنى ألا تحرمنا من نشر المزيد من أشعارك....
ReplyDeleteتقبل أخى خالص مودتى وتقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك
أخي وأستاذي الغالي/ محمد الجرايحي..
ReplyDeleteكلماتك هذه شهادة أعتز بها من كاتب وفنان قدير مثلك.
بإذن الله سأحاول نشر ما يمكن نشره من أشعار تباعا، ولكن على فترات حتى لا يصاب القراء بالسأم.
تقبل خالص تحياتي...
السلام عليكم
ReplyDeleteلست معك ابدا ان موهبة الشعر قلت لظروف الحياة والعمل وتضاءلت
اتدرى اخى ان اى موهبة بالفعل تحتاج للثقل والمتابعة لكنها لا تموت ابدا او تتضاءل فلو بحثت دائما بداخلك ستجد نفسك تحلل كل لفظة وكلمة واى حدث حولك وتتمنى لو سطرتها ابيات شعرية لكن ينقصك (( تسجيلها فى دفاتر فقط )) لكنها لاتزال تحيا بداخلك تلك الموهبة وتنازعك دائما وتعاتبك لما التقصير ؟؟!!
انت بالفعل موهوب ومحب للغة والشعر وبينك وبين الحرف صداقة قوية احسنت اخى واحييك
واعتذر للتأخير :)
تحياتى وتقديرى
ابني العزيز بهاء ..العلومنجي القدير ..يالها من ابيات رقيقة ويالك من انسان مرهف الحس وقد اعجبني شيء مشترك بيننا وهو انك تحب كتابة الشعر ذو القصة وليس ذو الوزن فقط وانا لي قصائد كثيرة ترمي لهذا المعنى بإذن الله سوف تراها قريباً انت وكل اخوتي الكرام ..ابني العزيز في شوق لرؤية قصيدتك الأخرى وفي شوقٍ زائد ان تخرج لنا من حين لآخر المزيد والمزيد لأنك كما قالت الأخت العزيزة ليلى الصباحي تملك الكثير ولاينقصك سوى أن تسطرها فوق صفحات الدفتر ..تحياتي
ReplyDeleteإن الكتابة أيا كان نوعها قد تصل إلى الغير إذا كانت صادقة القول وخارجة من القلب وقد وصلت قصديتك لقلوبنا وهذا يكفينا تحياتي الصادقة
ReplyDeleteأختي الفاضلة/ أم هريرة...
ReplyDeleteجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة وتشجيعك المثالي..
كتابة الشعر تحتاج إلى روقان وصفو بال، هذا على الرغم من أن معظم ما كتبت من أشعار كان في فترة دراستي الجامعية، حيث كانت فرصة ذهبية للتهرب من المذاكرة، وقد أثمرت كما غير قليل من الأشعار.
سأحاول الاستجابة لنصيحتك..
أما عن اللغة العربية فأظن أنني افتقدت قدرا كبيرا من إتقانها، على الرغم من تذوقي لها ولروائعها.
تقبلي تحياتي..
الأم العزيزة/ ماما زيزي...
ReplyDeleteشعر القصة هو ما كان يسميه القدماء شعر الوصف، وهو أحب الأشعار إلى قلبي، ولا أستسيغ الشعر عموما إلا إذا كان موزونا (إلا نادرا)..
يسعدني دائما أن أطلع على كل جديد لديك..
دمت بكل خير وسعادة..
سيدتي الفاضلة/ كريمة سندي...
ReplyDeleteهذه شهادة أعتز بها، فجزاك الله خيرا..
تقبلي تحياتي...
Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
ReplyDelete
ReplyDeleteVielen Dank ... Wo neue Themen?
This comment has been removed by a blog administrator.
ReplyDeleteالسلام عليكم
ReplyDeleteإيه الحلاوة والجمال ده بس
ده أنت كرهتنى فى نفسى يا جدع
ده أنا طلعت بعك عك هههههه
والله قصيدة رائعة جزيت خيرا عنها
أنا استمتعت
تحياتى المعطرة
أخي الحبيب/ محمد سلامة...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو يا فندم ده بس من ذوقك
يسعدني جدا انها قد لاقت استحسانك.
تقبل خالص تحياتي...