Tuesday, November 6, 2012

عرش المرسيدس

هذه القصة كنت قد قرأتها في أحد المجلات الخليجية في فترة منتصف التسعينات، ولا أدري مدى صحتها ولكني أظن من شواهد الأحداث أنها صحيحة...
أجرت إحدى القنوات التلفزيونية العالمية الكبرى في مطلع النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين لقاء مع رئيس مجلس إدارة شركة مرسيدس - بنز الألمانية المشهورة بإنتاج السيارات الفارهة ذائعة الصيت، وقد تميز هذا اللقاء بنوع من أنواع الفخر والتباهي من رئيس الشركة الألمانية الشهيرة، لدرجة أن مقدم البرنامج سأله سؤال حول ما إذا كان هناك احتمال أن يقترب أحد المنافسين من منازعة شركة مرسيدس على عرش صناعة السيارات الفارهة في العالم، لا سيما بعد أن نجح المارد الياباني في اجتياح العالم بصناعة سيارات تتميز بالتكلفة المنخفضة وتوفر قدر معقول من الكماليات التي ترضي المستهلك، فكان جواب رئيس شركة مرسيدس متسما بالثقة المفرطة، حيث أكد أن عرش السيارات الفارهة لا يمكن أن يقترب منه أحد، وأن شركته تغرد منفردة على هذا العرش، وسيظل الحال كذلك، ولن تستطيع أي شركة في العالم أن تقترب من هذا العرش مهما حاولوا، يكفيهم أن يلعبوا في سوق السيارات الأقل رفاهية، أما عرش المرسيدس، فلا!
تذكر المجلة أنه ولسوء حظ شركة مرسيدس، فقد تابع اللقاء أحد الشخصيات الذي لم يعجبه كلام رئيس شركة مرسيدس، ولم تعجبه تلك الثقة المفرطة التي وصلت لحد الاستهانة بالمنافسين وأنهم لن يستطيعوا أن يقتربوا من عرش المرسيدس.
كان هذا الرجل هو رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا اليابانية.
في اليوم التالي، قام رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا بالدعوة لعقد اجتماع موسع لكبار قيادات الشركة اليابانية العملاقة، تم من خلاله وضع خطة عمل لمشروع ضخم.
الهدف النهائي لهذا المشروع هو أن يتم إنتاج سيارة فارهة تنجح في إزاحة سيارات مرسيدس من على عرش السيارات الفارهة في العالم، وكان التحدي الأكبر الذي واجه شركة تويوتا لبلوغ هذا الهدف، هو أن اسم تويوتا في العالم يقترن بسيارات منخفضة التكلفة وأقل في الجودة من مثيلاتها الألمانية، وبالذات "مرسيدس"، مما يعتبر عائقا قويا أمام تويوتا إذا أرادت اقتحام هذا العرش بنفس العلامة التجارية "تويوتا".
اقتضت الخطوات التنفيذية لهذا المشروع عدة إجراءات، تضمنت إنشاء شركة جديدة تماما منفصلة كليا عن شركة تويوتا بمجلس إدارة منفصل وعلامة تجارية جديدة منفصلة عن تويوتا وفريق تسويق وإعلانات... إلخ، وأن يتم توفير الاعتمادات المالية وخطوط الإنتاج والعمالة الماهرة والمعدات المتقدمة بشكل منفصل تماما عن شركة تويوتا، على أن تظل تبعية هذه الشركة الجديدة لشركة تويوتا سرا لا يعلمه أحد لمدة لا تقل عن خمس سنوات من بدء طرح السيارة الجديدة في الأسواق.
وبدأ العمل تدريجيا في هذا المشروع فورا، وخلال عام تم الإعلان عن طرح السيارة "ليكزس" في الأسواق العالمية.
كانت المعلومات المتوفرة عن السيارة الجديدة، هي أنها سيارة فارهة يتم تصنيعها في اليابان، وتم ترويج عدة شائعات أن المصنع الذي ينتج هذه السيارة هو مصنع أقامته شركة مرسيدس في اليابان لإنتاج سيارة فارهة مستغلة التكلفة الصناعية المنخفضة والتكنولوجيا المتطورة التي تتوفر في اليابان، لدرجة أن سيارة ليكزس قد حصلت على لقب "المرسيدس اليابانية" في الأسواق.
وظل أمر تبعية هذه الشركة لشركة تويوتا سرا لمدة لا تقل عن خمس سنوات فعلا، حتى منتصف التسعينات تقريبا، ولم يتم الإعلان عن تبعية ليكزس لشركة تويوتا إلا بعد أن كان السوق العالمي قد استوعب السيارة الجديدة، وكون عنها فكرة ممتازة، نجحت إلى حد بعيد في إزاحة السيارة الألمانية الفارهة عن عرشها العالمي.
ربما لا يعرف الكثير من المصريين عن السيارة "ليكزس"، لذلك أكتفي بالقول أنها فعلا سيارة نجحت في مزاحمة مرسيدس على عرش السيارات الفارهة على مستوى العالم.
 

14 comments:

  1. مالها الفيات هههههه
    جزاكم الله خيرا على المعلومة

    ReplyDelete
  2. هكذاهم من يريدون النجاح

    تأمل هذ الحديث اخي

    ((استعينوا علي قضاء حواءجكم بالصبر والكتمان))

    ReplyDelete
  3. أخي الغالي/ مسلم مصري...
    ما هو عشان رئيس مجلس إدارة شركة فيات لم يشاهد هذا اللقاء، فقد وصلت الفيات إلى ما هي عليه الآن :)) .. جزانا وجزاك الله خيرا...
    تقبل خالص تحياتي...

    ReplyDelete
  4. أخي الحبيب/ سواح...
    النجاح سلعة غالية لا يدرك قيمتها إلا من اعتاد عليها، فهو لا يستطيع أن يعيش بدونها.
    الحديث الجميل الذي سقته هنا: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان" صححه الإمام الألباني، وهو ذو معنى عظيم.
    جزاك الله خيرا على المعنى الجميل الذي قدمته.

    ReplyDelete
  5. أستاذنا بهاء:
    بعيدا عن إن ما كانت هذه القصة صحيحة أم لا، إلا أنها تحمل في طياتها معاني كبيرة و عظيمة فقد أعطتنا كثيرا من التفاؤل و حثتنا علي أن نتابع محاولاتنا لإدراك النجاح مهما كانت العوائق و مهما قابلنا من صعوبات، ف "chapeau" لرئيس مجلس إدارة شركة تويوتا و لك علي اختيارك الصائب.

    ReplyDelete
  6. أختي الفاضلة/ إسراء...
    بصراحة وبدون لف ودوران، وحيث أن تعليمي هندي!!
    لم أستطع فهم ماذا تعني الكلمة الأجنبية التي كتبتيها هنا...
    إمممم
    إنجليزي ده يا مرسي؟

    ReplyDelete
  7. قصة استمتعت فيها

    التنافس جميل لكن لا يكون على حساب امتهان واحتقار الآخرين

    فالأيام دول والزمن دوار

    ولكزس بجد سيارة قوية ورائعة لكن تبقى المرسيدس إلا الآن لها قوتها وجبروتها وتميزها في عالم السيارات والكثير وأنا منهم لو عندي قيمة لكزس وقيمة مرسيدس بلا أي تردد سأشتري المرسيدس.

    بجد اشتقنا لتدويناتك أستاذي بها وأتمنى تكون بأحسن حال.

    ReplyDelete
  8. هههههههههههههه لأ ده فرنسي و تعني "قبعة".
    أعتذر عن عدم الترجمة.

    ReplyDelete
  9. أخي وحبيبي/ سعد الحربي...
    تغيب عنا كثيرا وتعود لتطل علينا من نافذة الحب في الله...
    رأيك له وجاهته، ولكني أعتقد أن نجاح ليكزس هو بالأساس في هز عرش المرسيدس، فمجرد دخول سيارة إلى حلبة المقارنة أمام المرسيدس كان ضربا من الخيال، أما الآن فقد نجحت ليكزس في دخول المقارنة، حتى لو خسرتها، وهذا في حد ذاته إنجاز.
    بصراحة، لو معي ثمن المرسيدس أو الليكزس وخيرت بين أيهما أشتري فبالتأكيد سوف أشتري سيارة أقل منهما في الثمن بكثير، لأني لا أظن أنني بحاجة لكل ذلك المستوى من الرفاهية!
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  10. إسراء...
    جزاك الله خيرا على التوضيح.
    و "قبعة" لك أيضا على التعليق!

    ReplyDelete
  11. اشكرك على هذا التفاؤل

    ReplyDelete
  12. عالم واحد...
    جزاك الله خيرا... نحن فعلا بحاجة لشيء من التفاؤل وسط كل ما يحيط بنا

    ReplyDelete
  13. ههههههههههههه لم تستطيع اي سيارة في العالم من ان تزيح المرسيدس من عرشها

    ReplyDelete
  14. غير معرف...
    كنت أتمنى أن تعرفنا أكثر بنفسك...

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)