كم كنت أتمنى أن أعمل في مكان يتيح لي فرصة السفر إلى الخارج، فأنا عاشق للسفر، والتعرف على الأماكن الجديدة ومخالطة الناس والتعرف على طبائعهم وتكوين صداقات جديدة هي هواية تلازمني منذ الصغر، وقد كتب الله لي أن أعمل في مهنة أتاحت لي ذلك فعلا بعد حوالي خمس سنوات من الالتحاق بها، حيث كتبت لي الأقدار السفر في مأمورية للحصول على تدريب علمي وعملي بالإضافة إلى مهمة استلام ماكينة جديدة في مجال عملي، وكان ذلك في شهر يوليو 2006.
كان رفيقي في هذه الرحلة هو المهندس/ طارق راشد، وكان بانتظارنا صديقي السيد/ ماتياس صاحب الشركة التي ستستضيفنا...
كنت قد سمعت كثيرا عن جمال سويسرا وروعتها، لكنني لم أتصور يوما أنها بهذا القدر من الجمال والروعة، وفوق كل ذلك النظام.
في الطريق من المطار إلى محل إقامتنا في مقاطعة سانت جالين توقفنا مرتين، مرة لكي يدخن السيد ماتياس سيجارة والمرة الثانية كانت في مطعم قريب من الفندق لنتناول وجبة العشاء، كدنا أن نموت من الجوع، ولكن بمجرد أن وضع الأكل أمامي فقدت كل شهية لي في الأكل! ثم غادرنا إلى الفندق الذي كان يحمل اسم "شلوسلي ساكس" والذي يقع في قرية هادئة بالريف السويسري، لنتفاجأ بأن السيد ماتياس قد حجز لي ولصديقي غرفة واحدة مزدوجة، وكان ذلك أمرا مزعجا جدا لنا من عدة جهات لا يفهمها ولا يقدرها إلا من جرب الإقامة في غرفة كهذه في بلد غير مسلم!!
بتنا ليلتها بأي طريقة كانت وطلبنا صباحا تغيير الغرفة إلى غرفتين منفردتين...
كان الصباح جميلا جدا، فتحت نافذة الغرفة، كان الجو باردا ولكنه منعش ونقي جدا، بعض أصوات الأجراس التي عرفت فيما بعد أنها تخص الأبقار في المراعي الخضراء المجاورة، وفي الشارع كان هناك بعض المارة، معظمهم كانوا أطفالا يرتدون ملابس بألوان زاهية ويسيرون باتجاه مدارسهم في سعادة بالغة، بعضهم كان ما يزال في عمر رياض الأطفال ويسير بمفرده في الشارع دون خوف من أهله عليه، فالسيارات هناك تتوقف للمشاة إذا أرادوا عبور الطريق، وإلا تم تحصيل مخالفات سير مالية باهظة منها.
بعد قليل، حضر السيد ماتياس بسيارته وحملنا إلى الشركة، كان اليوم الأول لطيفا جدا، تعرفنا فيه على العاملين بالشركة، والتقيت هناك للمرة الأولى بصديقي "فاروق" الذي سأتحدث عنه في تدوينة خاصة لاحقا.
عرض علينا السيد "رينر" شريك السيد "ماتياس" في الشركة أن يعد لنا رحلة إلى منطقة بجبال الألب تسمى "يونج فراو يوخ"...
كان الأمر جديدا علينا، إنهم يحصلون على عطلة أسبوعية يومي السبت والأحد، وكان جدول الرحلة عبارة عن رحلة تستغرق يومين إلى هناك.
وافقت أنا وصديقي على عرض السيد "رينر"، وبدأنا نستعد للسفر إلى "يونج فراو يوخ"، وهي الرحلة التي سأتحدث عنها اعتبارا من التدوينة القادمة بإذن الله، فانتظروني...
والآن مع بعض الصور التي تم التقاطها بالكاميرا الوحيدة التي كانت معنا في تلك الرحلة التي كانت تخص صديقي م/ طارق، وكانت من طراز HP وكانت دقتها تصل إلى 1.3 ميجا بيكسل... تذكر أننا كنا في منتصف 2006!!!
|
في الطريق من مطار زيوريخ إلى مقاطعة سان جالين، وفي الخلفية غروب الشمس فوق بحيرة كونستانتس |
|
أشعة الشمس تختفي خلف الغيوم التي تغطي بحيرة كونستانتس |
|
صورة من شرفة الغرفة بالفندق |
|
صورة من شرفة الفندق |
|
بجوار الشركة |
|
بجوار الفندق |
مدونه جميله سنتابع
ReplyDelete