كنت قد كتبت في تدوينات سابقة عن ما قابلته من مواقف أثناء زياراتي لبعض المدن الأوروبية، وحكيت في تلك التدوينات عن بعض المواقف ونشرت فيها عددا من الصور التي حرصت على التقاطها في تلك الزيارات، ومن بين تلك التدوينات ما كتبته عن مدينة فرانكفورت وما شاهدته فيها من سلات للمهملات خاصة بكل نوع من النفايات، فهناك سلة للمهملات الزجاجية الخضراء وأخرى للزجاجات البيضاء وهكذا...
وما أعادني للكتابة في هذا الموضوع مرة أخرى هو موقف فوجئت به اليوم أثناء مرافقتي للسيد/ جيرهارد ماتياس في العمل اليوم، حيث يقوم بزيارة عمل إلى الشركة في هذه الأيام.
كنت أقف بجواره ولمحت عيناي زجاجة بلاستيكية فارغة من ذلك النوع المخصص للمياه المعدنية، زجاجة عادية جدا، ولكن هيئتها لم تكن عادية، فقد كانت تلك هي المرة الأولى التي تقع عيناي على زجاجة من هذا النوع بهذه الهيئة التي لا أستطيع أن أجد كلمة لوصفها، لذلك فقد قمت بالتقاط صورة لها ووضعتها هنا.
زجاجة المياه سيئة الحظ |
سألت السيد/ ماتياس من باب المداعبة عن الخطأ الذي ارتكبته تلك الزجاجة حتى يفعل بها ذلك، فأجاب بأنه لم يفعل بها شيئا غير عادي، حيث أنه من المعتاد لدى الأوروبيين أن قوموا بضغط الزجاجات البلاستيكية بعد الانتهاء من استخدامها للوصول بها إلى أصغر حجم ممكن قبل أن يقوموا برميها في الأماكن المخصصة للمهملات.
ظننت أن تلك عادة شبيهة بما نقوم به في بلادنا أحيانا من تعمد تخريب المهملات حتى نمنع بعض المصنعين منعدمي الضمير من إعادة استخدام المخلفات قبل تدويرها.
ولكني فوجئت بتبرير السيد/ ماتياس لهذا التصرف.
فقد فاجأني بأنهم يعمدون إلى هذا الفعل حتى يقلصوا حجم تلك الزجاجات إلى أصغر حجم ممكن فلا تشغل حيزا كبيرا قبل رميها في سلات المهملات، مما يسمح لتلك السلات باستيعاب أكبر كمية من المخلفات!
أترك لكل من يقرأ هذه التدوينة المجال ليفكر ويستنتج السبب الذي يدفع هؤلاء القوم إلى التفكير في مصلحة المجتمع، حتى ولو كان ذلك عبر - أعزكم الله - سلة المهملات، ومقارنة ذلك بموقفنا في بلادنا من المجتمع ومن... سلة المهملات!
اللهم صلِّ على محمد صلى الله عليه وسلم...
السلام عليكم
ReplyDeleteاحنا فى بلدنا بنعمل كده فى زجاجات المياه لتفريغ شحنات الغصب والعصبية :)
حقيقى بجد مش هنطمع مش لازم نوصل لكل ده...بس يعنى ممكن على الأقل نرمى المهملات فى أماكنها ونحافظ على شـوارعنا نظيفة...
وعلى " المســتشفيات " بالأخص
هم بيخافوا على مصلحة المجتمع واحنا شعب مش بيخاف على مصلحته حتى...ولا بيطالب بحقه
شعب لو لقى مهملات مُلقاة هيزودها :)
ليه احنا كده وهم كده :)
ببســاطة لاننا بنبيع مجتمعنا ومش بنخاف عليه زيهم
ومش يهمنا غير الأكل والشرب والتلفزيون...حتى الشــغل مش مهم لو مش لاقيناه.
هنتغير بإذن الله..ولو بعد حين.
جزاكم الله خيرًا على مشـــاركة هذه التجربة والصورة :)
فعلا ينقصنا الكثير والكثير .. لك تحياتي استاذي..
ReplyDeleteأختي الفاضلة/ حبيبة...
ReplyDeleteوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
جزانا وجزاك الله خيرا على التفاعل المستمر رغم تقصيري الشديد تجاه عالم التدوين...
أسأل الله العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
تقبلي تحياتي...
أخي الفاضل/ بندر الأسمري...
ReplyDeleteوهذا دورنا، أن نكتب عن تجاربنا ونشاركها مع الآخرين عسى أن ننتفع ونتبادل خبرات الحياة.
تحياتي القلبية،،،