Tuesday, February 26, 2013

طفلة غصب عنك.. قصة قصيرة جدا

 
ارتفع صوتها تستجدي المحسنين داخل عربات المترو وهي تشهر يدها اليمنى حاملة أكياس المناديل الورقية في وجه الركاب بطريقة مستفزة.
"حاجة لله يا اللي تصلي ع النبي"، ظلت ترددها بصورة تستثير الشفقة في النفوس وهي تغوص في بحر ركاب المترو المكتظ.
لم يسمح لي ازدحام المترو بالانتباه إلى كتفها الأيسر، كان يحمل طفلة صغيرة ذات وجه مستدير كالبدر.
تابعت الأم رحلتها في المترو بينما تعلقت عيون الصغيرة بعيوني.
وقبل أن تغيب عني فوجئت بالصغيرة تلوح بيدها لي وهي تبتسم ببراءة.
ابتسامة من لا تدري ما تخبئه لها الأقدار.
ابتسامة تجدها على وجه بنت الملوك وبنت الشحاذة على السواء. 

10 comments:

  1. قصة تتكرر في كلّ مكانٍ،
    لكنّها دومًا بصورةٍ مختلفة أكثر جمالاً وألمًا!!
    رائعة حدّ الألم.

    البعض يخلق من الألم أملًا،
    والبعض يستسلم.
    الأمر يعتمد علينا!

    ReplyDelete
  2. السلام عليكم
    ابدعت في رسم الصورة و تقريبها..
    الحمد لله العادل الذي لولاه لاحتكر البعض كل جميل في هذه الدنيا
    موقف الام وابنتها مالوف عندنا ايضا..
    تحياتي

    ReplyDelete
  3. ابتسامة تضيء قلوبا أظلمنها الدنيا و قضت عليها المادية
    القصة في كل شارع و كل وسيلة مواصلات
    تتكرر يوميا
    أمها تستجدي الناس لأن يتصدقوا عليها فيصدونها
    بينما هي تتصدق على الجميع بما تستطيع و لا تحجب ابتسامتها عن أحد

    ReplyDelete
  4. الأخت الفاضلة/ دعاء محيسن...
    أشكرك كثيرا على أنها أعجبتك رغم أنها قصة نراها في حياتنا كثيرا كما تقولين، وهي شهادة من قاصة متمكنة.
    "البعض يخلق من الألم أملًا،
    والبعض يستسلم.
    الأمر يعتمد علينا!"
    أتفق معك إلى حد ما!!!
    تقبلي تحياتي...

    ReplyDelete
  5. أخي الحبيب/ محمد آيت دمنات...
    أشكر لك تواصلك الدائم والطيب مع ما أكتبه هنا في المدونة.
    إنها صورة كثيرا ما تقابلنا جميعا لكن ابتسامة البنت الصغيرة أثرت في فعلا.
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  6. أخي وصديقي الحبيب/ مصطفى سيف الدين...
    "أمها تستجدي الناس لأن يتصدقوا عليها فيصدونها
    بينما هي تتصدق على الجميع بما تستطيع و لا تحجب ابتسامتها عن أحد"
    أشكر لك لفتتك الجميلة التي لخصت فيها معنى صادقا لا يصل إليها إلا من يمتلك قدرات فلسفية خاصة...
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  7. أخي الحبيب/ سواح في ملك الله...
    أجمل في هذه القصة أنها نجحت في إعادتك إلى هنا...
    بجد وحشتني جدا.
    تقبل خالص تحياتي...

    ReplyDelete
  8. وتبقى الابتسامة دليل أمل وتفاؤل
    فلن يدوم الظلم
    ةلن يحوم الفقر
    كالما هناك ابتسامة

    ReplyDelete
  9. أختي الفاضلة/ نسرين شرباتي...
    الابتسامة هي السلاح الذي نجحت به في أن تهزم قلبي القاسي على أمها.
    تقبلي تحياتي...

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)