Friday, September 14, 2012

محاولة تنصير - الجزء الثاني

الجزء الأول من هنا.
بدأنا أنا ورفيقي المهندس محمد عبدالعظيم طريق العودة للفندق ونحن غير مصدقين ما حدث لنا.
كان اليوم الأول في رمضان، وعادة يرتبط هذا اليوم ببداية قراءة القرءان التي تصاحب هذا الشهر الفضيل بهدف ختم القرءان، وكان موعدي مع الجزء الأول من القرءان من سورة البقرة، وأود أن أقول أن كل ما أثاره هذا الشخص (القس غالبا) من شبهات أمام عيوننا قد تكفل الجزء الأول وحده بالرد عليها.

"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يسمعون"
"فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون"
"وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون"
"ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره، إن الله على كل شيء قدير"
"وقالوا اتخذ الله ولدا، سبحانه، بل له ما في السماوات والأرض، كل له قانتون"
"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، تلك أمانيهم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"
"وإذ ابتلى ابراهيمَ ربُّهُ بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما، قال ومن ذريتي، قال لا ينال عهدي الظالمين"
"أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون"
"وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين"

والحقيقة أنني قد سقت هذه الحادثة الآن لما أظن أنها تحتوي على دروس مستفادة تنفعنا في كيفية الدعوة إلى الله، وكيف يمكن أن نكون إيجابيين في الرد على الحملات المتتالية لتشويه النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم:
  1. لم يحاول القس أن يدعونا مباشرة إلى أي دين لنتبعه، وإنما تركزت دعوته لنا على شيء يسهل للعقل أن يتقبله وهو الدعوة إلى رجل صالح تعرفه البشرية كلها وهو المسيح عليه السلام، يدعونا لقراءة سيرته وتعاليمه وبالطبع فمن مصادر مسيحية، فلماذا لا نتعلم نحن أيضا أن نغير من أسلوب دعوتنا لغير المسلمين إلى الإسلام لتبنى على أساس دعوتهم للتعرف على نبي الإسلام وقراءة سيرته، وأنا واثق أن ذلك سيكون مدخلا قويا يجذب الكثيرين للإسلام.
  2. الدعوة للتعرف على سيرة المصطفى، حتى ولو لم تؤت ثمارها في جذب غير المسلمين للإسلام، فهي كفيلة للتعريف بشخص النبي الكريم وبسيرته، بما يكفينا عناء كوننا دائما في موقف رد الفعل عند كل اعتداء عليه صلى الله عليه وسلم، حيث أن المبادرة ستكون لنا لو بدأنا نحن بعرض سيرة المصطفى عليهم، وسيكونون هم في موقف رد الفعل، وهو عادة الموقف الأضعف.
  3. إنهم لم يأتوا إلينا في دارنا ليدعوننا إلى دينهم، بل انتظرونا في بلادهم في مكان سياحي، ومن المعروف أن زيوريخ والمدن الكبرى عموما في أوروبا هي مقصد كثير من السياح العرب، وأعتقد أننا نبادلهم بالمثل، فبلادنا يأتي إليها السياح الأجانب من كل بلاد الأرض، فلماذا لا نطلعهم على جانب من سيرة المصطفى عند زيارتهم، على أن يراعى عدم إغضاب البعثات الدبلوماسية وتدمير العلاقات السياسية وهذه لعبة أهل السياسة، وبالمناسبة فإن الإسلام لم ينتشر خارج مكة قبل الهجرة إلا بدعوة وفود الحجيج إلى مكة بنفس الطريقة! مع التأكيد على أن يكون الهدف هو مجرد التعريف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجتنا في ذلك قائمة فهي لتعديل ما شوهته الأفلام والميديا الغربية، وهو موقف يتفق معنا فيه القيادات والساسة الغربيون حتى ولو ظاهريا.
  4. كل فرد هو داعية لدينه، بحسن خلقه أولا، وبقوة حجته ومعرفته بدينه ثانيا، فعلى كل منا أن يبحث في محيط علاقاته، أين يمكن أن يوجه دعوته، والدعوة ليست لغير المسلمين فقط، بل هي لمن يجهل دينه من المسلمين قبل أن تكون لغير المسلمين، وبالمناسبة فالإسلام لم ينتشر في بلاد الهند والصين وشرق آسيا إلا من خلال حسن خلق التجار المسلمين الذين كانوا دعاة إلى الله بحسن أخلاقهم التي جذبت إليهم أهل هذه البلاد قبل أي شيء، حتى صارت منهم أكبر دولة ذات أغلبية إسلامية في العالم كله وهو إندونيسيا.
  5. كلنا انفعلنا واحترقت دماؤنا غضبا للمصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أساء شرذمة من أراذل الناس إليه، فهل هذا الحب كان فجأة؟ لو كان حبنا له ثابتا وحقيقيا لكان عملنا دائما ودءوبا لنصرته، فمن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتظر أن تحدث كارثة يثبت فيها حبه، بل عليه أن يثبت حبه حتى بدون أن تحدث كوارث أو أزمات، هكذا فعل القس مع سيدنا عيسى عليه السلام، فقد كان منتظرا للصيد الذي سيأتيه في أي وقت ليدعوه لمعرفة نبيه، فقد بدأ بالفعل ولم يكن تصرفه من باب رد الفعل أبدا.
  6. لن نستطيع أن نهزم هؤلاء القوم أبدا مهما فعلنا إلا إن تمسكنا بكتاب الله وسنته، وما نحن فيه من تيه ليس إلا نتيجة لابتعادنا عن منهج الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وهل عرفت أمتنا طعم العزة عبر تاريخها الطويل إلا بالإسلام؟
وأنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر لكل أصحاب المدونات التي أتابعها ممن ساهموا بكتاباتهم للرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الشكر ليس لأنهم أدوا ما عليهم، فما عليهم وما علينا جميعا كثير وكثير جدا، ولكنه من باب التحفيز والتواصي بالخير.
هدية إلى رسول الله - مدونة مجداوية
ماذا تريدون؟ - مدونة حبيبة
إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم - مدونة محمد الجرايحي
دقت طبول الاعتراض - مدونة المدينة الفاضلة

وأختم بقول الله تعالى: "ألا تحبون أن يغفر الله لكم"

17 comments:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الكريم : بهاء
    أحييك على هذا الطرح القيم
    والذى يحتاج إلى قراءة متأنية واعية
    مجهود طيب ومشكور
    بارك الله فيك وأعزك

    ReplyDelete
  2. السلام عليكم
    جزاك الله خيرا أخي بهاء وتقبل منك
    سعد بافكار موضوعك القيم هذا الذي أشاطرك كثيرا منها و لا أخفيك أنك ستجد في تدوينتي في الموضوع التي أضع عليها اللمسات الأخيرة كثيرا من نقاط الالتقاء ..حول ما يجب القيام به دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    تحياتي

    ReplyDelete
  3. السلام عليكم..
    تأثرت جدًا بهذه الجملة..."فمن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتظر أن تحدث كارثة يثبت فيها حبه "
    وجزاكم الله خيرًا على التذكير بهذه النقاط الملمة بكل ما يلزم علينا فعله كل يوم فى حق إسلامنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
    وجزاكم الله خيرًا على ذكر مدونتى المتواضعة فى هذه التدوينة الرائعة.

    ReplyDelete
  4. كلنا انفعلنا واحترقت دماؤنا غضبا للمصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أساء شرذمة من أراذل الناس إليه، فهل هذا الحب كان فجأة؟ لو كان حبنا له ثابتا وحقيقيا لكان عملنا دائما ودءوبا لنصرته، فمن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتظر أن تحدث كارثة يثبت فيها حبه، بل عليه أن يثبت حبه حتى بدون أن تحدث كوارث أو أزمات،

    هذه خلاصة الامر كله
    وليت قومى يفهون ويعلمون ويسعون بجد لنصرة الاسلام ورسول الاسلام


    سعيدة جدا بتدوينتك هذه اخى بهاء وبتجربتك الفريدة الرائعة التى بالتأكيد تركت بداخلك اصرار وقوة ايمانية اكثر

    ثبتنا الله واياك على الحق

    وجزاك الله خيرا على اهتمام بما نكتب والتنويه عنه بارك الله فيك
    ولا تبخل علينا ابدا بمثل هذا البوست دائما

    تحياتى المتجددة لك
    وصل اللهم على الحبيب محمد وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين

    ReplyDelete
  5. أخي الحبيب/ محمد الجرايحي..
    وعليكم اليلام ورحمة الله وبركاته..
    أعتذر على الإطالة لكن الموضوع فعلا كان محتاج.
    تقبل تحياتي..

    ReplyDelete
  6. أخي الفاضل/ محمد أبو عز الدين..
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    جزاك الله خيراأخي الحبيب على كلماتك الطيبة، إن شاء الله أقرأ موضوعك الذي أشرت إليه هنا.
    تقبل خالص تحياتي...

    ReplyDelete
  7. هذا هو المنتظر من المسلم أخي بهاء، وهو المناعة ضد
    كل إغواء مهما تلونت أشكاله واستشكلت ظروف طرحه.
    وهي مناعة لا تتوفر إلا عن اقتناع وتشبع ورؤية يكونها
    المرء بالبحث والقراءة والتفكر فتترسخ عقيدة لا تقبل
    المساومة.
    تحياتي

    ReplyDelete
  8. الأخت الفاضلة/ ليلى الصباحي...
    جزاك الله خيرا على تواجدك العطر دائما هنا، وأتمنى حقا أن تكون هذه المدونة قد شاركت بشيء مع المدونات الأخرى التي كانت سباقة في مواضيعها الهادفة.
    وأجمل شيء هو ما ختمت به تعليقك بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ReplyDelete
  9. أخي العزيز/ عبدالعاطي طبطوب...
    جزاك الله خيرا، وأسأل الله دوما أن يعصمنا جميعا من نزغات الشيطان، فمهما أوتي الإنسان من علم فلن يقوى على محاربة شياطين الإنس والجن إلا بإذن الله وفضل الله.
    أسأل الله أن يثبتنا دائما على الحق..
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  10. بسم الله الرحمن الحيم

    فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ...

    تحيتي بهاء

    ReplyDelete
  11. أخي الحبيب/ سواح في ملك الله..
    ما أروع الآية الكريمة التي سقتها هنا، وما أعظم من نزلت في حقه تلك الآية.
    تقبل تحياتي...

    ReplyDelete
  12. السلام عليكم
    جزاكم الله خيرًا على تلك النقاط الملمة لما يلزم علينا فعله تحاه إسلامنا ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
    وحقًا القرآن الكريم هو الكافى للرد على هؤلاء.
    سـعدت جدًا بقراءة التدوينات واستفدت من هذه التجربة.
    وجزاكم الله خيرًا على ذكر مدونتى المتواضعة فى هذه التدوينة الرائعة.

    ReplyDelete
  13. الأخت العزيزة/ حبيبة...
    جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، ويعدني كثيرا أن هاتين التدوينتين (على طولهما) قد حققا هدفا نصبوا جميعا لتحقيقه وهو الرد على أمثال هؤلاء.
    لا شكر على واجب، فمدونتك هي من المدونات المتميزة التي تستحق كل إشادة وتكريم ونتعلم منها الكثير.
    تقبلي تحياتي...

    ReplyDelete
  14. والله يا أخى إن كل ما يحدث الآن إنما هو بسبب غفلتنا وتقصيرنا فى تبليغ رسالتنا ..
    رسالتنا التى نعلم ونعتقدُ تماماً أنها رسالةٌ عالمية .. لا نبلغها للعالم.

    كفانا غفلة .. بل كفانا السبات الذى نعيشه من سنواتٍ طالت ولا بد أن ينتهى ..

    وإلا فبأى وجهٍ يمكن أن نلقى به رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض.

    جزاك الله خيراً أخى.

    ReplyDelete
  15. أخي الغالي/ محمد نبيل...
    جزانا وإياك الله كل خير.
    صدقت في كلماتك، وأعتقد تماما أن كل فرد منا هو داع إلى الله حتى ولو يتيسر له أن يكون ذلك بالكلمة، فلا أقل من أن يكون حسن الخلق والتصرف حتى يقول الناس: "هذه هي أخلاق المسلمين التي أمرهم بها دينهم"
    تقبل خالص تحياتي..

    ReplyDelete
  16. جزاك الله خيرا , المنصرين يعتمدون على ضعف الإيمان المترتب على ضعف المعرفة فكثير منا لا يعرف دينه معرفة صحيحة ويفتي باشياء خاطئة ليست من اصل الدين فينشرون معلومات خاطئة سمعوها ولم يتحروا معرفتها عن علم , الفرق بيننا كمسلمين بالوراثة وممن يدخل الإسلام عن قناعة أنهم عرفوا فذاقوا فاغترفوا وكثير منا هنا لم يعرف ولم يذق فسهل جدا أن ينحرف , نسأل الله الثبات على الدين وأن يقينا الفتنة وأن يحفظ علينا نعمته وكفى بالإسلام نعمة

    ReplyDelete
  17. الأخت الفاضلة/ مجداوية...
    جزانا وإياك كل خير.
    "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية".
    فهم لا يوجهون سهامهم إلا لاصطياد كل من يسهل اصطياده من ضعفاء النفوس أو ذوي الحاجة، وهو ناتج عن تقصيرنا في غوثهم وتفقيههم، وهو ما أشرت إليه بوجوب دعوة من جهل من المسلمين بالحسنى.
    جعلنا الله ممن يعرفون الحق فيتبعوه ويثبتوا عليه.
    تقبلي تحياتي..

    ReplyDelete

أسعدني تشريفك، وبلا شك سيسعدني أكثر تعليقك، فلا تبخل به:)